المقالات

التظاهر بالسعادة

التظاهر بالسعادة

 

خلود أيمن

أخوض حرباً ضروساً مع ذاتي في اليوم آلاف المرات من أجل البقاء بهذا الثبات والاتزان ، إظهار تلك البسمة المُفتعَلة التي تُوضِّح السعادة الكاذبة التي أخدع بها الجميع ، فلِمَ لا تكتمل مواطن السعادة حتى نُدرك معناها الحقيقي ؟ ، لِمَ ترحل عنا بتلك السرعة ؟ ، لِمَ لا نلبث الشعور بها حتى تغادرنا بغتةً بل لِمَ صرنا نحاول التَصنُّع والتظاهر بالفرح أغلب الوقت؟ ، لِمَ غابت البهجة عن أعين الجميع ؟ ، لم يُسِّر البشر في أنفسهم الكثير من المعاني والمشاعر التي لا يستطيعون البوح بها أو الإفصاح عنها لأي شخص كان ؟ ، لِمَ صار الإخفاء أمراً هيناً لهذا الحد ؟ ، لِمَ لا يتطلع البشر ولو البعض منهم لمعرفة أحوال الآخرين الحقيقية وليست تلك التي تظهر على ملامح وجوههم أغلب الوقت ؟ ، لِمَ صار كل شخص منشغلاً بذاته لا يعني بأحد أو يهتم بشأنه أو يسأل على حاله ؟ ، لِمَ غدا الجميع أنانيين لهذا الحد المُفجِع الذي يجعلهم يَرون نظرات الحزن في أعين الغير دون أنْ يدفعهم الفضول لمعرفة السبب ؟ ، لِمَ صرنا على تلك الشاكلة وصار الكل يبحث عن ذاته فقط دون عناء النظر أو الاهتمام بالغير ؟ ، متى سنتغير ونعود للوضع الذي كنا عليه مسبقاً حينما كان أغلب البشر يولُّون اهتمامهم بالغير كما يهتمون بأنفسهم ويخشون عليهم من أي أذى قد يُصيبهم أو سوء قد يمسَّهم ؟ ، لِمَ تغيَّرنا لتلك الدرجة المَقيتة التي تجعلنا منهمكين في حياتنا دون الالتفات لأحد أو العناية أو الاكتراث به ؟ ، ليت البشر يستردون ولو سمة واحدة من السمات التي اتسموا بها في الماضي لتغيرت العديد من الأمور وارتسمت البهجة على وجوه البشر بِحَقْ دون افتعال أو كذب أو ادعاء ولكن هيهات فلقد تبدلت الأمور بأسرها في المجتمع الراهن الذي نعيشه حتى صرنا نشعر أننا غرباءٌ عنه تماماً إذْ لا تناسبنا تلك الخِصال التي صار مواطنوه يتصفون بها بلا رغبة في تعديل ولو جزء بسيط منها حتى يعيش الجميع في أُلفة وانسجام كما كانوا في سالف العصر والأوان …

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى