خواطر

رسالة إلي أبي القاطن في السماء

رسالة إلي أبي القاطن في السماء

بقلم إيڨيلين موريس

بعد التحية والسلام،
والسؤال عن الأحوال هناك ..

أرسل إليك في عيد انتقالك إلي السماء كما أرسلت من قبل لأمي لهفتي واشتياقي .

فأنا لم أعد أملك سوي الكلمات..
أرسلها إليكما علي صفحات الهواء..
أكتبها بروحي العطشي للحنان …
وأرسلها مع الأطيار من سماء لسماء ..

فاليوم وانا أتذكرك أتذكر ياأبي أنك أول من علمني التأمل في الأكوان.
علمتني كيف أري الجمال في الأشياء وغذيتني بالموسيقى والألحان..

أعلم أنك في مكان يستحيل فيه النسيان لذا فمن المؤكد أنك تتذكر أشجار الزينة الصغيرة والفل التي أحضرتها لنا لتشاركنا بيتنا الواسع وتبعث في جوانبه الدفء والحياة.

وأنك تتذكر أيضا تلك العصافير التي كانت تشدو من شرفتنا بأجمل الألحان
أنا ما زلت أذكر هذا الكناري
ما زلت أسمع صوته الفتان يغني لقلبي يطربني..
ما زال لونه الأصفر الذي يشبه أشعة الشمس الذهبية يعيد لي ذاكرة الأحلام.

أتذكر ياأبي كيف علمتني أن ألهو مع الفراشات ، أطير خلفها مقتفية أثرها وهي تتهادي بخفة، أنتظرها حتي تقف علي كفي لأتأمل جمال خلقتها وأنثر علي ظهرها أحلامي الغضة وأمنياتي في الحب والحياة.
أمور كثيرة علمتني إياها أضافت إلي حياتي أجمل الألوان فشكرا لك أبي علي ما أهديتني من جمال.
إلي أن ألقاك يا أبي لك مني كل الحب والأمتنان

المرسل
أبنتك التي تهوي رجوعك
وهي تعلم أنه المحال ..

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى