المقالات

سلسلة تبسيط ومصير العلوم : السلاح الكيميائي عند الكائن الحى (١)

سلسلة تبسيط ومصير العلوم : السلاح الكيميائي عند الكائن الحى (١)
كتب : كيميائي / محمد الشويخ
تتنوع المركبات الكيميائية في الحياة المعاصرة تنوعا كبيرا ، وهى جزء من تعقيد حياتنا الحالية وتشعب مجالاتها ، وقد تجاوزنا استخدام المركبات الكيميائية الطبيعية الى تخليق وصناعة مركبات جديدة تماما لم تعرفها الطبيعة ولا البشرية من قبل .
ولكن استخدام الكيمياء عند الكائن الحى قديم جدا منذ ان نشأت الحياة على الارض وهو يستخدم المركبات الكيميائية بفعالية واحتراف وتمكن يدل على معرفته بقوه وتأثير ومدى ومجال المادة المستخدمة .
ويقصد بكلمة السلاح الكيمائي في العنوان ليس فقط الحرب والقتال والصراع عند الكائن الحى وانما يقصد به حسن توظيف واستخدام هذه المركبات في مجالات الحياة المختلفة كإحدى وسائل البقاء والتكيف .
واستخدام الكيمياء عند الكائن الحى فى ممالكه الخمسة وهى مملكة البكتريا والفطريات والطحالب والنبات والحيوان يشمل مجالات واسعة يمكن تخلصيها فى العناوين الرئيسية التالية :
التواصل الكيميائي ، الحرب الكيميائية ( وهى تشمل الهجوم والدفاع والانذار المبكر والتخفي والتمويه والسيطرة على الفريسة بالتسميم والتخدير وشل الاعضاء الحسية) ، التزاوج والتكاثر والاغراء ، الهضم ، العلاج والدواء من الجروح والآفات والاصابات ، ومجالات اخري عديدة سوف نستعرضها عبر سلسلة المقالات .
ومن ضمن قائمة السموم العشرة الاكثر فتكا نجد ان اغلبها منتجات طبيعية وحسب الترتيب فأولها هو سم الريسين ( بذور الخروع ) ثم سم البوتولينوم او البوتوكس ( بكتريا كولستدريم بوتولينوم ) ثم التيترا دوتوكسبن ( بعض انواع الاسماك والضفادع ) ثم البترا خوتوكسين ( ضفادع ) ثم الاماتوكسين ( فطريات) ثم السيانيد ( بذور التفاح واللوز) ثم غاز الاعصاب ( صناعى) ثم البرويفادكوم ( صناعى) م الاستركينين ( نبات ) ثم البولونيوم ( عنصر مشع ) اى ان ٧ مركبات كيمائية من ضمن العشرة بالقائمة هى موجودة على الارض طبيعيا من ملايين السنين وتستخدم من قبل الكائنات الحية .
وتستخدم المركبات الكيميائية عن الحيوان غالبا ضمن اجهزة وتراكيب خاصة داخل جسمها تعمل باليات وتقنيات متطورة فبعضها يملك خزانات للمادة الكيمائية بجسمه وقنوات يجري فيها التفاعل الكيميائي بمزج مادتين او اكثر لتكوين المركب المطلوب واحيانا يتفاعل التفاعل مادة محفزة catalyst وظروف حرارة وضغط وضبط الاس هيدروجيني لوسط التفاعل PH تماما كما يجري فى المصنع الكيميائي كما توجد تقنيات للرش والقذف والتصويب نحو الهدف ونشر المادة الكيميائية ضمن مساحة محسوبة ومقدرة لتوفير مجال مساحي لعملها سواء كان دفاعي او تواصلي او انذاري او للتزاوج ويتم داخل جسم الكائن الحى افراز وتكوين الكميات المطلوبة تماما بحساب الوقت والزمن ومدة التأثير والمجال والمدى وسرعة استعادة افراز وتكوين المادة بعد تأدية الغرض والهدف من استخدامها .
وبذلك يعتبر السلاح الكيمائي عند الكائن الحى تقنية متطورة اعلى من السلاح التقليدي من اسنان وانياب والمخالب ( السلاح الابيض ) او الاسلحة الأخرى مثل استخدام الصوت والحركة وتحريك الذيول ( الانذار ) والوان الفراء والجلد الطبيعية (التمويه ) او الهجرة والانتقال او السكون والكمون ( البيات الشتوي ) وقد احرز العلم في السنوات الماضية تقدما في فهم الية وتقنية استخدام هذا السلاح عند الكائن الحى وميكانزيم تفاعلاته المعقدة .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى