المقالات

توت غنخ امون ملك غامض تطارده الاشاعات

توت غنخ امون ملك غامض تطارده الإشاعات؟

كتب : محمد الشويخ

الملك توت عنخ امون هو أشهر ملوك مصر القديمة وصاحب المقبرة الوحيدة التى تم اكتشافها كاملة ومليئة بالكنوز الفريدة الرائعة و هو من أكثر الملوك إثارة للجدل فقد أحاطت به عدة فرضيات وإشاعات مغرضة ومن أهم الجدليات التى تم تداولها مؤخرا ما سوف نستعرضه فى السطور القادمة

أولا جدلية تدمير الإمبراطورية المصرية في عهده:

الواقع ان جهود الحفاظ على الإمبراطورية لم تنقطع في عهد توت عنخ امون فنقوش مقبرة حور محب في منف تحدثنا عن حملة كللت بالنصر في اسيا وان القائد حور محب كان “عند قدمي سيده في ساعة القتال في يوم ذبح الأسيويين ” وترجع هذه الحملة الى السنوات الأولى من عهد توت عنخ امون الذى اصطحب معه قائده حورمحب في هذه الحملة التي كانت تهدف الى استعادة الهيبة المصرية في فلسطين وسورية, واستمرار الإيرادات من الأقاليم التابعة لمصر وما يعضد تلك النصوص اكتشاف تيودور ديفز لقطعة من رقائق الذهب في وادى الملوك مصور عليها توت عنخ امون تتبعه زوجته عنخ اس ان با اتون وهو يقود احد الاسري وقد امسكه من ناصيته مما يشير الى حمله حربيه قد أرسلت فعلا الى سوريا وتشير نصوص مقبره حوى ابن الملك حاكم كوش في العمارنة الى ان الجزية انما كانت ترد الى مصر من سوريا ومن النوبة في عهد الملك توت عنخ امون وان زعماء رتنو فدموا عطاياهم الى مصر طالبين الامن والأمان من جلالته قائلين “اعطنا نسمة الحياة التي تمنحنا إياها “.

اما في النوبة احدى مكونات الإمبراطورية المصرية الأساسية فقد أسس توت عنخ امون مدينه جديدة هي جم اتون (وجود اتون) في كاوا وراء الجندل الثالث في مقابل بلدة دلجو الحالية عند مدينة دنقلة وقد تمتعت الأقاليم الجنوبية في عهده بالاستقرار السياسي والاجتماعي

ثانيا جدلية التغول على الإصلاح الديني لأتون والخضوع التام لكهنة امون

على الرغم من ان توت عنخ امون توج في طيبة الا ان اثار عبادة اتون كانت لاتزال باقية ويلاحظ طوال عهده خليطا من أسماء اتون وامون اللذان عاشا مع بعض في تفاهم وذلك على كرسي الملك الكهنوتي وردائه الملكي وصولجانه وفى معبده الذى أقامه في كاوا بالنوبة وهناك من عهد توت عنخ امون موظف يدعى خاى وصف نفسه بانه احد أبناء البلاط ومدير ارض الجنوب وقد لقب نفسه على احدى اللوحات بانه المختار من اتون وعلى ايه حال فهناك عدد من الاثار المنقوشة من عهد توت عنخ امون يظهر فيها اسم اتون بوضوح منها مسله في معبد الكرنك جاء فيها اسم اتون مرتين وكذلك ورد اسم اتون وامون معا في نقش بالأقصر بمناسبه الاحتفال بعيد الاوبت .

الواقع والشواهد يؤكدا ان توت عنخ امون قد حافظ قدر المستطاع على نهج شقيقه الإصلاحي وان الانقلاب الفعلي والتدمير الشامل للاتونية والخضوع التام لكهنة امون قد حدث من بعده حيث كان يمثل سدا منيعا ضد رغبات كهنة امون الانتقامية من أخيه واثاره.

ثالثا شبهه العلاقة السيئة مع زوجه أخيه نفرتيتى

كان توت عنخ امون شقيقا لأخناتون وعندما مات اخناتون اعتزمت نفرتيتي بمساعده اى والمرضعة تى انقاذ العرش واعطاؤه الى توت عنخ امون وانسحبت معه الى اقصى الحي الشمالي من اخيتاتون حيث كانت تملك قصرا هناك وزجته من ابنتها الثالثة “عنخ اس ان باتون ” وظلت ترعاه وتشير عليه بالنصائح حتى وفاتها.

رابعا: جدلية مقتل الملك توت عن طريق تهشيم جمجمته وكسر عنقه

ويعارض الدكتور احمد فخري ان توت عنخ امون مات مقتولا اذ لا يوجد في الاثار المصرية ما يدل على ذلك ولم يصادف هذا الاتجاه قبولا عند المشتغلين بالتاريخ والاثار والمرجح ان الصدمة العنيفة في مؤخره الراس انما بسبب السقوط من مرتفع والبعض الاخر يشير إلى تهشم الجمجمة أثناء التحنيط

أما عن كونه معاق لا يستطيع الحركة وركوب العجلة الحربية فهو محض خيال

ومن الطبيعي جدا ان يثير الملك توت عنخ امون الجدل وان تثار حوله الشائعات وتختلط الحقائق بالأكاذيب لكن يبقى للمتخصصين عرض الحقائق استنادا للمراجع والوثائق والاثار ودحض الأكاذيب والشائعات التي غالبا ما تهدف للإثارة والتهييج وتبتعد تمام البعد عن الحقيقة والانصاف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى