المقالات

و عمار يا أسكندرية .

و عمار يا أسكندرية .
بقلم : أمجد المصرى

” علي عينك يا تاجر ”
فى رحلة البحث عن نقطة نور مبهجة على أرض عروس البحر الأبيض مدينة الفن والفكر والجمال كان اللقاء مع عرض مسرحي مميز لشباب سكندرى يملك قدر كافٍ من الموهبه والجرأه كي يقدموا عرض متكامل لمدة ساعتين علي خشبة المسرح رغم ندرة الإمكانيات وعدم الإستمرار فى العرض لأكثر من ليلة واحده كعادة العروض الشبابية التى تحاول أن تحافظ على بقاء هذا الفن المصرى العريق قبل أن يندثر ويصبح ذكرى .

رغم أنه عرض تجارى لليلة واحدة إلا أن العرض تميز بالنظام والإنضباط ، فلا خروج عن النص، ولا اخطاء فى الاداء بشكل يوحى للمتفرج بأن هؤلاء الممثلين قد تم تدريبهم جيدًا وتأهيلهم نفسيًا كي يواجهوا جمهور كثيف ملأ جنبات المسرح ، ديكور بسيط ولكنه معبر وأداء جيد للمسئولين عن الصوت و الموسيقي و ملابس العرض ، رواية درامية تجسد الصراع الأزلي بين الخير والشر ، وتحكى عن معاناة الإنسان مع ظروف قاسيه قد تدفعه للهروب من الواقع حتي يصل فى نهاية العرض إلى سر الحياة وغايتها وهو مواجهة تلك الظروف بكل قوة ليؤكد أن الإنسان هو أقوى مخلوقات الله مهما ضاقت به الدنيا وأحوالها .

أجاد المخرج الموهوب “مجدى توفيق” توظيف إمكانيات أغلب الممثلين كبار وصغار بشكل رائع يعيد للأذهان حالة رواج تلك الفرق المسرحية “المنضبطه” فى أزمان سبقت، فلا عشوائية فى الأداء ، ولا إسفاف او إسقاطات تُخرج العرض عن الهدف منه ، كان الكل على قدر العمل بدون إستثناء مع إجاده فى التمثيل للممثلين الأكبر سنًا بشكل يجعلنا نتسائل من جديد : لماذا لا نرى هؤلاء كثيرًا ولماذا لا يحصلون على فرصتهم الكاملة بقدر موهبتهم التي تفوق ربما كثيرًا من مشاهير فرضتهم الميديا علينا دون أدنى موهبة ؟

فى النهاية نكرر ما كتبناه كثيرًا عن ضرورة بل وحتمية دعم وإحتضان تلك الفرق الشبابية الواعدة حتى تستطيع البقاء وتقديم فن راقٍ يواجه ما نتعرض له من غزو فكرى وفني عبر الإنترنت ووسائل الميديا ، أمنحوا هؤلاء الشباب وأمثالهم الفرص والدعم وإفتحوا لهم مسارح الدولة المغلقة حتى يعرضوا إبداعهم ويطوروه لتعود الأسكندرية كما كانت يومًا “بلد الفن والمسرح والإبداع” . شكرًا لكل من شارك فى هذا العمل “المنضبط” فقد جعلتونا من جديد نكتب ونقول ” فيها_حاجه_حلوه “

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى