المقالات

مهاب حسن يكتب الربع الأخير من العمر

الربع الأخير من العمر
كتب  /مهاب حسن

الربع الأخير من العمر

أن الوقت يجري سريعا ولا يمكن السيطرة عليه وأنا غير مدرك للسرعة التي إنقضت بها السنوات ..

بالأمس فقط كنت صغيراً وأبدأ حياتي الجديدة .. لكن بطريقة ما بدا الأمر وكأنه منذ مده طويلة جدا
وهنا أتساءل أين ذهبت كل تلك السنوات. أعلم أنني عشتها كلها دون نقص عشت اكثر من اربعين أو خمسين أو ستين سنه ، اتذكر كيف كنت في ذلك الوقت واتذكر جزء من آمالي وأحلامي فيها ..

ولكن فجأة إكتشفت أني أعيش الربع الأخير من حياتي وقد أدهشني ذلك الإكتشاف ..
أين ذهبت كل تلك السنين .. ومتى وإلى أين غادر شبابي .!؟

كثيرا تقابلت مع أناس من كبار السن طوال حياتي ، وكم أعتقدت أن الشيخوخة التي إتصفوا بها بعيدة عني .. ذلك حين كنت في الربع الأول من رحلة العمر ، وكان الربع الرابع بعيدًا عني لدرجة أنني لم أتمكن من تخيّل كيف يمكن أن اكون حين أبلغ هذا الربع ..

لكن .. ها هو الربع الرابع الذي إقتحم بابي وتجاوز أيامي وسلبني شبابي .. أصدقائي متقاعدون وأصبحوا شِيَبا ، يتحركون ببطء .. ويسمعون بعسر .. ويفهمون بمشقة .. بعضهم في حال أفضل مني وبعضهم أسوأ بكثير فأقول الحمد لله … لكني أرى التغيّر الجسيم في أحوالهم .. ليسوا مثل الأشخاص الذين أتذكرهم والذين كانوا صغاراً وكلهم حيوية ونشاط .. لم نتخيل يوما أننا سنكون مثلهم ..

اليوم أصبحت أرى أن مجرد الإستحمام هو هدف حقيقي لهذا اليوم .!

والقيلولة ونوم العصاري لم تعد إختيارية بعد الآن .. إنها إلزامية .!! لأنني إن لم آخذ قيلولتي بمحض إرادتي فأني سأغفو حيث أجلس ..
ولم اتخيل ان أدخل الموسم الجديد من حياتي فأنا غير مستعد للأوجاع والآلام وفقدان القدرة على القيام بأشياء كنت أتمنى أن أفعلها ولكني لم أفعلها أبدًا !!
كم ندمت على أشياء كنت أتمنى ان أفعلها ……. وكم ندمت على ما كان يجب أن أفعله ولم أفعله ، كما إكتشفت أن هناك العديد من الأشياء التي أسعدنى القيام بها خلال ما مضى من العمر .
لذا انصحك نصيحه .. إن لم تكن في الربع الأخير من عمرك بعد .. دعني أُذكِّرُكَ أنه سيأتيك أسرع مما تتوقع .. لذلك افعل وبسرعة كل ما ترغب في تحقيقه في حياتك .! ولا تؤجل !!

فان الحياة تمر بسرعة .. لذا إفعل ما تستطيع اليوم ، إنك لا يمكنك أبداً التأكد مما إذا كنت في الربع الأخير أم لا ..!! والعمر قصير والحياه سريعه المرور

ليس لديك وعد بأنك سترى كل فصول حياتك .. لذا عش اليوم وافعل وقل كل الأشياء التي تريد أن يتذكرها أحباؤك .. وكن على أمل أن يقدروك ويحبوك على كل الأشياء التي فعلتها لهم في كل السنوات الماضية ..

“الحياة” هدية لك . الطريقة التي تعيش بها حياتك هي هديتك لمن سيأتي بعدك .. اجعلها رائعة .. عشها بشكل جيد و تمتّع بيومك …. افعل شيئا ممتعا …. كن سعيداً … اجعل كل من يعرفك يذكرك بكل الخير والحب
والان أتمنى لك يوما عظيماً … وان يكون الباقي من العمر اسعد
تذكر ان “الصحة ” هي الثروة الحقيقية وليست قطع الذهب والفضة والدولار واليورو ..
وفي النهايه انصحك نصيحه رجل وصل الثمن الاخير من العمر
لابد أن تضع في اعتبارك الخروج جيد ….. العودة إلى المنزل أفضل …. الحركه الكثير …. لا تعتمد علي أحد فأنت فقط من يحافظ علي صحتك وحياتك
هل نسيت بعض الأسماء ؟؟ لا بأس .. لأن بعض الناس نسوا أنهم يعرفونك من الاساس ..!!

اعلم جيدا ان الأشياء التي إعتدت على القيام بها ، لم تعد مهتمَّا بها بعد الآن، لكنك لا تهتم حقَّا بأنك لست مهتمَّا بهذا القدر .

من الممكن أن تنام على كرسي الإستلقاء مع التلفزيون “ON” بشكل أفضل مما لو كنت نائما في سريرك.

لديك الكثير من الملابس في الدولاب .. أكثر من نصفها لن ترتديها لذلك اسرع بالتبرع بها لتكون لك كصدقة في حياتك
تقابل مع اصدقائك القدامي عيش حياتك كما عشتها من قبل بدون وظائف أو القاب أو مناصب
أرسل هذا إلى أصدقائك القدامى .. ودعهم يضحكون متفقين معك.
و تذكر ليس المهم ما تجمعه ، ولكن ما تنثره هو الذي يخبرنا
بنوع الحياة التي عشتها .

أخيراً .. وأظن ذلك هو خلاصة حكمتي في هذه الحياة ..
نحن نعلم جيداً أننا لن نستطيع أن نضيف وقتاً إلى حياتنا ،
و لكننا يمكن أن نضيف حياة
إلى وقتنا …استمتعوا بحياتكم وابنائكم واصدقائكم ولا تدع الربع الأخير من العمر يمر سريعا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى