Uncategorized

المتقلبون… أشباه البشر !!”

المتقلبون… أشباه البشر !!”
بقلم / حسن المصري

بكثير من العجب نتدبر نحن البشر تصرفاتنا وسلوكياتنا و أنواعنا ( نعم للأسف نحن أنواع و كثرت !)، و نرصد و نترصد ما حولنا لعلنا نجد العيب فيما دوننا، فنستريح و نطمئن أن العيب ليس فينا، أو بسعي جاد لتطهير بيئتنا الإجتماعية من شوائب تفسدها، لكننا أفرطنا في وصف و توثيق نوعيات و تركنا أخرى، فقلنا كثيرآ عن اللصوص و المحتالين و القتلة و الباغين و مدعي الدين وغيرهم، و أسهبنا في وصفهم و توصيفهم و التحذير منهم و إجتنابهم، لكننا إبتعدنا عن وصف فئة كثيرآ ما نخرت في ثوابت علاقاتنا و حياتنا، كثيرآ ما أوذينا منهم و هدمت أحلام و تبعثرت روابط و تشتت عقول.

إنهم المتقلبون، لا عهد لهم، لا أمان في حضرتهم، لا عزيز لديهم، لا راحة في جوارهم، تجد معهم مشاعر متناقضة تفسد النفس و تضيع الأمان في صدرك لمن يأتي بعدهم، ترى منهم خيرآ حينآ و شرآ حينآ، تسمع منهم ما يطيب نفسك و تسمع بعدها ما يضيق صدرك، نفوسهم مضطربة فيشيعون الريبة فيمن حولهم، يبحثون عن منفعة فينقلبون وقتما وجدها، يتخذون البشر في علاقتهم درجات سلم يصعدون بها أينما أرادوا، يعرفونك ليتجاوزوا مرحلة و يتركونك للإستعانة بآخرين، لا يكتفون بتركك فلا يريدون سلام لك بعدها، فتجدهم قد رموك بالعراقيل خلفهم فلا تستطيع إمساكهم، ولا تسير في طريق صالح، نفوسهم خبيثة و أفعالهم مقيتة.

و ما يزيد خطرهم أنهم مثلنا بشر!!، يضحكون و يبكون يتسامرون و يفكرون، ولكن أي ضحك و أي بكاء!, لا تعلم حقيقة تصرفاتهم الباقية في ذاكرتك عند تأملها، هل كان هذا الصديق يضحكني حبآ أم خبثآ ؟!, هل كان ذاك الحبيب يحادثني شوقآ أم غدرآ؟!, لا تعلم و لن تعلم، ستبقى في حيرة ما دمت حيآ كلما أتت ذكراهم، ستبقى حذرآ و ربما خاسرآ لكل علاقة قادمة خوفآ من تكرار ما مررت به، فكم منا يعرف شابآ إبتعد عن مجاورة الأصدقاء بعد ما صدم في صديق ظنه رفيق العمر، و كم منا يعرف رجلآ أو إمرأة زهدوا في حلم الزواج بعد ما مروا به من صدمات أدمت قلوبهم بأيادي المتقلبون؟! .

إنهم يشبهوننا فإحذروهم، إنهم بيننا فتجنبوهم، إنهم خبث يلوث رداء قلوبنا فأتركوهم، حذروا الناس منهم، ضعوا أيديكم على صفاتهم و أكتبوها على الجدران ناكرين، الله حذرنا منهم و أسماهم المنقلبين و إقترن أسمهم بالظلم في كتابه العزيز، هم أقرب للنفاق و أبعد عن الإخلاص، الخيانة من شيمهم و الوفاء عز عليهم، هم أسوء ما فينا و ما بيننا، هم أشباه البشر !!!.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى