المقالات

الأم

الأم

حلمي القصاص

ق احتفل المصري القديم بالأم وجعل لها عيدا لتكريمها ولرفعه شأنها.
، أكثر ما وصف مكانة الأم ودورها في بناء المجتمعات والحضارات ان الام مدرسه
، وإن كان المصريون القدماء رفعوها إلى مصاف أكبر لتصل إلى مكانة الآلهة.

ووجود نقوش علي المعابد المصرية، لتُظهر لنا مدى تقديس المصري القديم للأم،
كما عثر الأثريون على العديد من البرديات التي تُبرز تلك المكانة، لدرجة أنهم خصصوا له يومٍ للإحتفال به،
بل ورفعوها إلى مصاف الآلهة، كالآلهة “حتحور” ربة الحب والأمومة، والآلهة “إيزيس” ربة الأمومة الأكثر شهرة، فهي التي حاربت طويلا من أجل استعادة جثمان زوجها “أوزوريس” وحق أبنها “حوريس”،
ووجد العديد من التماثيل التي تصورها وهي تحتضن طفلها وترضعه،
والآلهة “تاورت” ربة الحمل والولادة والخصوبة،
أما المعبود “بس” فكان رمزا يبعد الشر عن الأم وطفلها الرضيع.

وفي 21 مارس من كل عام، يحتفل المصريين بعيد الأم، يقدم الأبناء الهدايا تعبيرا عن حبهم لها،
وتكريمًا لما بذلته وتبذله في سبيلهم،
وقد كشفت البرديات التي عثر عليها الأثريون أن المصريون القدماء كانوا يحتفلون بذلك اليوم،
فتسيير المواكب المزينة بالزهور حول المدن ابتهاجا وتقديرا للأم.
وكان يسمي هذا اليوم
عيد الأم المقدس،
وعيد الأم الجميلة
وعيد أم الوجود،
وعيد أم الحياة،
تلك الأم التي اعتادت أن تضحي براحتها لرعاية صغارها، وتبذل جهدها في تربيه ورعايه أبنائها وتكويين شخصيتهم.
الأم
نهر من العطاء لايجف ولا ينبض ابدا.

وكان المصري القديم يعلم الرجل كيفية الاهتمام بزوجته وتوعيته لضرورة إحترامها،
حتى إنه كان يزرع في الأطفال أن الأم هي الأقرب من الرب الأعظم،
لذلك إذا أراد شيئا يتحقق عليه أن يلجأ إلى أمه لتدعي له،
وفي ذلك قال بعض الحكماء القدماء
“إن دعاء الأبناء لا يصل إلى آذان السماء إلا إذا خرج من فم الأمهات”.

وتعد بردية “آني” من أكثر البرديات التي أظهرت احترام الزوج لزوجته،
فبها ينصح الحكيم أبنه بطاعة أمه واحترامها،
لأن الرب هو الذي أعطاها له،
وهو الذي دفعها لتكون رقيقة وحنونة ومضحية براحتها دون انتظار مقابل،
فقد تحملت حمله تسعة أشهر،
وأرضعته وطببته وعلمته حتى استقر بمنزله الجديد مع زوجته،
و اختيار موعد عيد الأم منذ العصور الفرعونية كان تقديرا عظيما لها ،
ففي شهر مارس تكون الأرض الخصبة مجهزة تماما لنثر البذور،
فتنبت وتبعث الحياة من جديد،
وقد شبهوا الأم بنهر النيل الذي يهب الحياة والخير.
رغم ذلك يرجع تسمية “عيد الأم” إلى آنا جارفيس، ففي عام 1912 أنشأت الجمعية الدولية يومًا للأم،
وأكدت أن المصطلح “أمهات” يجب أن يكون بصيغة المفرد وليس بصيغة الجمع،
ليكون عيدا لكل أم وحدها مع أسرتها،
ولقد استخدم رئيس الولايات المتحدة الأسبق “وودرو ويلسون” ذلك المسمى في القانون كعيد رسمي في أمريكا،
ومن بعده أشار إليه رؤساء آخرون في إعلاناتهم بإسم “عيد الأم” وليس “عيد الأمهات”.

 

لم يتفق العالم على موعد موحد لعيد الأم، فهو يختلف من دولة لأخرى طبقا لثقافة ورؤية وتاريخ كل مجتمع، ففي مصر والعالم العربي اتفقوا على اليوم الأول من فصل الربيع

أُعيد فكرة الإحتفال به مرة أخرى على يد الأخوين مصطفى وعلي أمين، مؤسسي دار أخبار اليوم، ففي عام 1943 تلقى “علي أمين” رسالة من أم مصرية تشكو فيها جفاء أولادها وسوء معاملتهم لها، فدعي مصطفى أمين في كتابه “أمريكا الضاحكة” لعودة الاهتمام بالعيد تكريما للأمهات، إلا إنهم واجهوا سخرية المجتمع، وفي عام 1956 بدأ المجتمع المصري ينتبه لما قاله مجددا ليصبح “عيد الأم” يوما للإحتفال، وأختاروا نفس التوقيت الذي كان يحتفل به في العصور السحيقة ليكون فصل الربيع رمزا للمشاعر الطيبة، ومنها انتقلت الفكرة لباقي العالم العربي.واعتقد ان الام تستحق عيد كل يوم وتقديرا واحتراما لاينتهي.
كل عام وكل الامهات بخير وسعاده
الجنه تحت اقدام الامهات.
حلمي القصاص.

،

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى