المقالاتصحة

الديسلكسيا”Dyslexia 

الديسلكسيا”Dyslexia 

بقلم /مادلين نبيل فخري 

كلمة يونانية الأصل مكونة من مقطعين : الأول(Dys) تعني صعوبة والثاني (lexia) أي الكلمة المقروءة.

أول من استخدم هذا المصطلح عالم الأعصاب الفرنسي (رودلف بيرلين ) عام ١٨٧٢م ثم أطلق عليها الطبيب الألماني ( أدولف كسماول) ب ( العمي الكلمي) .

عسر القراءة أو ما يطلق عليها “الديسلكسيا” من أشهر صعوبات التعلم المحددة والمرتبطة بالبناء المعرفي في وظائف الدماغ.

ولهذه الظاهرة خطورة ترجع لغموض أعراضها وقلة الوعي بها مما يجعل التهميش سيد الموقف حين يتعلق الأمر بالتعامل مع الطفل المصاب في ظل غياب الرعاية الخاصة التي تؤهله لتجاوز الصعوبات التي يعاني منها والإنخراط الإيجابي في الأنشطة الهادفة داخل الفصل وخارجه.

لذا يمكن تعريف “الديسلكسيا”

“اضطراب في القراءة ذو منشأ عصبي خارج نطاق أية إعاقة عقلية أو حسية وغير مرتبط بعوامل ثقافية أو بيئية أو بعدم الرغبة في الدراسة ويكون معدل الذكاء لدي الشخص عادةً ما بين متوسط أو فوق المتوسط”

وعادةً ما نجدهم مبدعين في مجالات أخري مما يجعلنا نُسميه ب ” الإعاقة المختفية Hidden Handicap”

 

■كما اشارت نتائج الكثير من الدراسات إلي أن :-

▪︎الديسلكسيا أكثر انتشارًا لدي الذكور.

▪︎أطفال الديسلكسيا يعانون من خلل وظيفي عصبي في دوائر القراءة بالنصف الأيسر الخلفي من المخ.

▪︎أشارت أن ٥٠% من حالات الديسلكسيا لديهم أقارب يعانون من الظاهرة نفسها.

▪︎أوضحت الدراسات أن منطقة اللغة بالمخ لدي هؤلاء الأشخاص أصغر وأقل في عدد خلاياها عن أقرانهم العاديين.

▪︎٧٠% من حالات عسر القراءة يعانون من فرط النشاط وقلة الانتباه.

▪︎متوسط الإصابة بعسر القراءة في المدارس يعادل ٤:٣ طلاب لكل فصل دراسي مكون من ٣٠ طالبًا.

 

■●المظاهر اللغوية لهذا الاضطراب تظهر في :-

•التأخر أو عدم الكلام بوضوح أوخلط الحروف أو الكلمات أو الجمل.

•ابدال مقطع من الكلمة فيقرأ كوافه بدلًا فواكه. العلاج استخدام استراتيجة (الطريقة الهرمية أو الحواس المتعددة).

•حذف بعض الحروف وإضافة أخري مثال: تقرأ “والد” بدلًا من “ولد” العلاج استخدام استراتيجية (الطريقة الهرمية أو استراتيجية الحواس المتعددة)

•حذف مقطع كامل من الكلمة

مثال “منزل” بدلًا من ” المنازل”

•قلب مواضع الحروف من الكلمة إما بالتقديم أو التأخير مثال أن يقرأ “قلب” بدلًا من “قبل”

•حذف بعض أجزاء من الكلمة المقروءة كأن يقرأ “سافرت بالطائرة” بدلًا من ” سافر بالطائرة”

•تكرار الكلمات أكثر من مرة بدون أي مبرر فقد يقرأ “غسلت الأم الثياب ” ويقول ” غسلت الأم ..غسلت الأم الثياب ” العلاج استخدام استراتيجية( الشادو )

• ضعف في التمييز بين أحرف العلة فقد يقرأ كلمة “فول” ويقول “فيل”

• الأخطاء العكسية mirror

وهذا الطفل غالبًا لا يعرف أن يقرأ ولديه مشكلة في الإدراك البصري في المخ. العلاج استخدام استراتيجية(الطريقة الهرمية )

•عادة ما يجد صعوبة فى الانتقال من نهاية السطر وبداية السطر الذي يليه أثناء القراءة.

 

■●العوامل النفسية:-

تلعب دورًا كبيرًا في ظهور عسر القراءة فعادةً ما تصاحب هذه الفئة ضعف الثقة بالنفس لديهم لذا يجب التركيز على هوايتهم وتنميتها لتعزيز ثقتهم بنفسهم .

 

■●الأضطرابات اللغوية:-

لذا فإن الأطفال الذين لديهم تشوه في بعض الأصوات يعجزون في الأغلب عن القراءة بشكل صحيح.

 

■●اضطراب الذاكرة:-

حيث أشارت الأبحاث لوجود صعوبة في الأسترجاع التتابعي للمثيرات المرئية لدي الأطفال المصابين بعسر القراءة ويرجع ذلك إلى عدم كفاءة عمليات الانتباه الأنتقائي واستخدام استراتيجيات للحفظ والتذكر والاسترجاع أقل فاعلية وكفاءة مقارنة مع الأطفال العاديين.

 

■●العوامل اللغوية:-

كأن تكون خصائص اللغة المنطوقة ونظام الكتابة (قواعد الإملاء) وطرق تعليم القراءة والكتابة عوامل مساهمة في ظهور عسر القراءة لدي الأطفال مثال:- صعوبة القراءة في اللغة الإنجليزية التي تتميز بتهجئتها اللغوية المعقدة.

 

■▪︎علاج عسر القراءة:-

عادةً ما يحتاج طفل عسر القراءة إلي التشجيع المستمر من قبل الأهل من أجل رفع معنوياته.كما يحتاج لمعاملة خاصة في المدرسة لمراعاة الإشكاليات التي يعاني منها واعطائه فرصة لإستغلال مهاراته وقدراته العقلية السليمة.

▪︎تدخل طبيب نفسي في الخطة العلاجية إذا احتاج الأمر بالتنسيق مع الأسرة والمدرسة.

▪︎لابد من استخدام استراتيجيات مناسبة في صفوفهم الدراسية ويمكن أن نذكر منها :-

•توفير بيئة مساعدة على التعلم والاستيعاب خالية من أي مشتتات للأنتباه.

•التحدث أمام الطلاب بصوت واضح ولغة سليمة خالية من الأخطاء النحوية.

•طرح الأسئلة بشكل واضح والابتعاد عن الأسئلة المتداخلة أو المعقدة.

•تفادي إحراج هذه الفئة أمام زملائهم خلال القراءة الجهرية.

• الكتابة بخط واضح سواء علي السبورة أو من خلال كراسات المتعلمين.

•التعرف علي جوانب القوة لديهم وميولهم والتركيز عليها واستغلالها.

•الصبر عليهم وعدم التسرع في طلب نتيجة المجهودات المبذولة.

 

لذا دائمًا ما ننادي بتكثيف برامج التأهيل في مجال التربية الخاصة وتأهيل معلمي المواد الأساسية في المراحل الإبتدائية بما يمكنهم من تشخيص حالات الديسلكسيا وتعزيزهم بالبرامج التربوية المساندة وذلك حذرًا من تفاقم هذه المشكلة .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى