دينى

٨ رمضان….. سيدنا الخضر. هل الخضر نبي ام رجل صالح؟

٨ رمضان….. سيدنا الخضر.
هل الخضر نبي ام رجل صالح؟
كتب :اللواء جمال رشاد
قال تعالى بسم الله الرحمن الرحيم﴿فَوَجَدَا عَبْدًا مِنْ عِبَادِنَا آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْمًا ﴾..
وسيظل السؤال ده قائما علمه عند الله…

في يوم قوم موسي سألوه …مين أعلم واحد في الدنيا؟
موسي رد بسرعة وقَالَ ……. أَنَا
فَعَتَبَ عَلَيْهِ ربنا وعرفه إنَّ فيه شخص أعلم منه…والشخص ده في مكان عند مجمع أو إلتقاء البحرين (ويقال ان المكان ده عند التقاء خليج العقبة وخليج السويس بجنوب سيناء أو عند مدينة طنجة في المغرب لما البحر المتوسط يلتقي بالمحيط)..
موسي سأل ربنا وقال له حعرف المكان ده ازاي؟
ربنا قال له خد سمكة (يقال انها سمكة كبيرة مملحة أو مشوية) في مكتل يعني غلق او قفة كبيره …ولما السمكة دي تضيع منك فهو ده المكان المقصود.

موسي أخد معاه صاحبه أو مساعده واسمه (يُوشَع بْن نُون) ومشوا ع البحر كتير لحد ما وصلوا لضل صَّخْرَة كبيرة وكانت تقريبا قرب المكان المحدد، ومن تعبهم موسي حط راسه ونام لكن يوشع كان صاحي وفجأة لقي السمكة لما جه عليها شوية ميه اتهزت في الغلق ونطت فِي الْبَحْر (فَاِتَّخَذَ سَبِيله فِي الْبَحْر سَرَبًا) يعني مشت وعامت بسرعة ويقال ان مكان هروبها في البحر فضل مفتوح كانه شق او مجري جوه البحر.
فَلَمَّا صحي موسي نَسِيَ يوشع أَنْه يبلغه بِهروب السمكة وكملوا مشي لحد ما موسي قَالَ ليوشع خلينا نريح شوية وناكل (يقصد ياكل السمكة) احنا تعبنا جدا
(آتِنَا غَدَاءَنَا لَقَدْ لَقِينَا مِنْ سَفَرنَا هَذَا نَصَبًا) فيوشع حكي له موضوع هروب السمكة ،موسي فرح طبعا لإن دي العلامة أو المكان اللي حيقابل الخضر عندها.
﴿ ذَلِكَ مَا كُنَّا نَبْغِ ﴾

قرر موسي يرجع لمكان الصَّخْرَة وهروب السمكة المحفور ف البحر وفعلا لقي الخضر وعرفه بنفسه وقَالَ أَتَيْتُك لِتُعَلِّمنِي مِمَّا عُلِّمْت رُشْدًا ” فرد عليه الخضر وقال له انت مش حتصبر معايا .
كأن ربنا ألهم الخضر بأن موسي متعجل ومش حيصبر ويبدو كمان أن سيدنا الخضر عارف أن سيدنا موسى رغم انه عالم بالشريعة لكنه عصبي المزاج ، وأن الأفعال اللي حيعملها مالهاش تفسير في الشريعة ، زي مثلا موضوع قتل الولد بلا سبب
المهم………….(قَالَ إِنَّك لَنْ تَسْتَطِيع مَعِيَ صَبْرًا)

فَقَالَ له مُوسَى ” (سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّه صَابِرًا وَلَا أَعْصِي لَك أَمْرًا)

قَالَ لَهُ الْخَضِر يبقي تمشي معايا وماتسألنيش علي حاجة إلا لو كلمتك أنا عنها.

مشوا علي الشط فَمَرَّتْ سَفِينَة أدامهم وطلب الخضر من صحابها ياخدوهم معاهم….فركبوا فعلا معاهم مجانا إكراما للخضر الراجل الصالح.
لكن موسي فوجئ بالخضر بيشيل لوح خشب من ارضية السفينة وكأنه عايز يغرقها فعاتبه علي كده .
الخضر قال له مش قلت لك انك مش حتصبر معايا فاعتذر له موسي وسكت.
وبعد ما نزلوا من السَّفِينَة ومشوا علي الشط ، الخضر شاف ولد بيلعب مع صحابه ….أخده علي جنب وقَتَلَهُ.
مُوسَى انزعج وعاتبه للمرة التانيه (أَقَتَلْت نَفْسًا زَكِيَّة بِغَيْرِ نَفْس لَقَدْ جِئْت شَيْئًا نُكْرًا) يعني فظيع وغريب

فرد الخضر مش قلت لك قبل كده انك مش حتصبر معايا ، موسي اعتذر للمرة التانيه ووعده انه مش حيكررها ولو حصل منه مقاطعة تاني.. من حقه يخليه مايكملش معاه تاني.
مشوا لحد ما وصلوا قَرْيَة وطلبوا من اهلها أكل….لكنهم رفضوا يأكلوهم او يدوهم أكل.
فقعدوا يرتاحوا شوية …والخضر لمح جدار مايل وحيقع فراح عمل له ترميم وصلحه،استعجب موسي انه يعمل كده مع ناس رفضوا يطعموهم وقال للخضر وهو مستغرب …كان ممكن تاخد منهم اتعاب علي اصلاحك للسور﴿ لَوْ شِئْتَ لَاتَّخَذْتَ عَلَيْهِ أَجْرًا ﴾
هنا بقه الخضر وصل لنهاية صبره من كتر ماقاطعة موسي له….وقال له بصريح العبارة ﴿ هَذَا فِرَاقُ بَيْنِي وَبَيْنِكَ سَأُنَبِّئُكَ بِتَأْوِيلِ مَا لَمْ تَسْتَطِعْ عَلَيْهِ صَبْرًا ﴾.

فبدأ يفهمه ويوضح له الاسباب اللي خلته يعمل الاعمال اللي ظاهرها ظلم وباطنها عدل.
قال له انا غرقت السفينة لان كان فيه ملك ظالم بيسرق كل السفن الكويسة بالغصب من أصحابها وانه حب يتلفها ويبوظها علشان مايسرقهاش لان اصحابها مساكين وطيبين،وانه قتل الغلام لأنه فاسد وعلشان ربنا حيبدله بولد صالح رحيم وبار بأبوه وأمه
لأنهم متعلقين بيه جدا وفساده وكفره ده حيؤلمهم طول حياتهم لو فضل عايش معاهم .
والجدار كان مدفون تحته كنز لطفلين يتيمين أبوهم كان راجل صالح مؤمن ،فربنا أراد ان الجدار يفضل قائم لحد ما يكبروا ويشدوا حيلهم علشان يقدروا يوصلوا للكنز.

وانتهت الصحبة بين سيدنا موسى والخضر، ومشي كل واحد في طريقه،واتعلم سيدنا موسي دروس ماكانش يعرفها….وده كان رد ربنا عليه لما اتسرع وقال لقومه انا اكتر واحد عالم في الدنيا، فربنا حب يعرفه ان كل واحد عالم فيه الاكتر منه علم.
(فوق كل ذي علم…عليم)
(السفر في طلب العلم من سنة السلف الصالح وفيها بركة)
(لازم لطالب العلم أنه يصبر على العلم والمعلم: ﴿ إنك لن تستطيع معي صبرًا ﴾.
﴿ وَعَسى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ﴾ .
يتبع…..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى