المقالات

” نحن سجناء الذات “

” نحن سجناء الذات

 

بقلم/برديس رزق 

 

 

 

السجين النفسي هو من يحتاج شخص يحتويه ومع وجود أشخاص كتير قريبين منه لكن دائما يشعر إنه مكبل بسلاسل لا يستطيع تحطيمها بيكون مسجون بداخل زنزانه علي مقاسه

دائما ترى نفسك متحرر من القيود كما تريد أن يراك العالم تريد أن تكون علي طبيعتك أن تكون مرحا و إجتماعيا تتحدث بثقة تتجاوز جميع المشكلات أنت وحدك ثم تنتبه إلي إنك ذلك الشخص الغريب الذي يغلق علي نفسه زنزانته ويبقي مكانه دون حراك

وترجع تلوم نفسك إنك سجنت ذاتك وتسأل نفسك كيف تعاند نفسك كيف تجبر نفسك علي العزله لكن سرعان ما تتذكر خيباتك الماضية كلما انفتحت لأحدهم ولو قليلا فتعود لإنعزالك وتبرر لنفسك “أنا هكذا لأكون بخير”

وتتذكر المره الأخيرة التي وهبت فيها نفسك وأطلقت سراحك و أخبرتهم بنقاط ضعفك تحدثت بكل عفويه عن هواياتك و الأشياء التي تحبها منحتهم وقتك وتفكيرك وقلبك ونفسك ماذا فعلوا هم.. لم يهتموا فبالنسبة لهم أنت لم تبذل أي مجهود أنت فقط عرفتهم بنفسك لكن بالنسبة لك فأنت قدمت أكبر تضحية في حياتك خضت حربا مع داخلك لأجلهم وانتصرت لأجلهم وحين خذلانهم لك كما تصورته أنت أعيدت تلك القيود مجددا وأضيفت قيود أخرى نتيجة للتجربة الفاشلة

اسأل نفسك سؤال واحدا ماذا تريد وستجد الجواب “أن أكون أنا” ماذا ننتظر إذن لنكون نحن؟

دعنانقوم بفك العقد المتشابكة من فوق صدورنا خيطا خيطا في البداية نحن خائفون ونضحك احتمالات كثيره واسئله منها ماذا لو خذلنا مره اخري و ماذا لو شعرنا بالندم وهذا من أكبر أسباب القدوم علي خطوه التعافي من القيود هو”الندم” وغالبا نحن نندم في نهاية المطاف على ما احتفظنا به وعلى ما خسرناه معا الندم هو رفيق دربنا وهو حجر الأساس للعديد من هذه الجدران المبنية حولنا

أيضا المشكله ان سجين الذات يكون حساس تجاه موقف بصوره مبالغ فيها و أيضا تجاه نظرتنا ليه ونبرة صوتنا

مشكلتنا أننا نشعر ونحس أكثر من المعتاد فأنه حقا يعاني من الحساسيه المفرطة تؤذينا الأشياء البسيطة والتافهة وتحدث داخلنا جروحا عميقة لكن علي العكس نحن حريصون جدا على مشاعر الآخرين لأننا مدركون تماما معنى الأذى

فنحن ندرك مرضنا ولكن لا نقدر علي العلاج دائما ما تجدنا نفضل الكتابة لأنها وسيلتنا للتعبير لا نحب الأماكن المزدحمة ونحترم القوانين دائما أنت تحارب كل هذا في صمت وتتغلب على نفسك هذا أنت

وفي هذه الأثناء وأنت تقرأ سواء كنت سجينا أو حرا هل تعتقد أننا نبالغ كثيرا في وصفك نعم بالفعل

لكن تعال معي نحو الداخل قليلا وبما أن بأمكاني أن أفتح هذا الصندوق المغلق بداخلك كيف يبدو لك الوضع إنك لا تثق بأحد فقد يخذلك ولن يحبك أحد كما أنت و إن صدقته سيعتقد أنك مغفل فلا يمكنك إضافة إسم جديد لقائمة العابرين

وأصوات كثيرة إبتعد الآن أنت تحارب كل هذا في صمت، وتتغلب على نفسك عندما ترى إصراره، تتقدم نحوه ولكن الجلد الذاتي لا يرحمك قد يمر وقت قصير أو طويل ثم يبتعد لا توجد قواعد ثابتة تحكم نفسيات البشر

في النهايه نقول أننا هنا لدينا ما يميزنا كما الجميع لكن هلا كنتم أكثر حرصا نموذجية و لا تكن مكبلاً بليت ولعل

تغدو يائسًا ملعونًا بالعزلة مدمنًا للخيال وللنظر إلى الوراء كأن تؤنس نفسك بعيش حاضرك بماضٍ كان وفي حين آخر تجلد ذاتك.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى