المقالاتحوارات

من داخل منزل الربان جمال فكري اهم خبير بحري في الشرق الاوسط والعالم

كتب قبطان محمد نورالدين

بعد حضوري محاضره عن المخاطر البحريه داخل الجمعية العربيه الملاحه تشرفنا مجموعه عمل منتدي البحارة في حب مصر بدعوه خاصه في اليوم التالي لاخذ فنجان من القهوه داخل منزل الربان جمال فكري فاكانت اهم دعوه في حياتي لمقابله مثل هذا الشخصيه التاريخيه تطرقنا للحديث طويلًا فيروي قصته
فامن هوا الربان جمال فكري:مدير عام MC management
الإلتزام والنزاهة.. كلمتان تختصران نجاحي على مدى 42 عاما من العمل
عند الجلوس مع صاحب خبرة تزيد عن 42 سنة في عالم النقل البحري، يبدو من الصعب إجراء لقاءا روتينيا عاديا، يتحدث فيه الضيف عن تاريخ تأسيس شركته وخطط مستقبلية، بل جاء الحوار مع الربان فكري إستثنائيا، متنوعا، تطرقنا خلاله لمواضيع وتحديات شتى تواجه صناعة النقل البحري بشكل عام، واستمعنا لأبرز آراءه في قضايا إقليمية وعالمية.
وفيما يلي تفاصيل الحوار الشيق مع الربان جمال فكري:
حدثنا بداية عن الربان جمال فكري، وأبرز المحطات اللافتة في مسيرته المهنية؟
هذا السؤال يعود بي إلى الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري، التي تخرجت منها في عام 1975، حيث بدأت بعدها مسيرتي المهنية في شركة ناقلات النفط الكويتية KOTC، التي عملت فيها لمدة 24 سنة، لأصبح بعدها مدير أسطول ناقلات الغاز النفطي المسال والمنتجات النفطية، حيث انخرطت خلال هذه الفترة في خطط بناء الناقلات الحديثة للشركة ولجان المنح الدراسية، وأدوار إستشارية هامة في إدارة البواخر، الأمر الذي منحني خبرة متقدمة في كيفية الإستثمار في السفن.
ورغم أنني لم أخطط للعمل في شركة أخرى، ولكن شركة النفط البريطانية British Petroleum BP، ثاني أكبر شركة نفطية في العالم، عرضت علي فرصة لافتة للعمل، فانتقلت بناء على ذلك إلى BP، عام 2001، في منصب مشرف Superintendent، رغم كوني في الشركة الكويتية مديرا لأسطول. وارتقيت بالعمل حتى شغلت منصب مدير مشروع بناء ناقلات النفط الخام الضخمة VLCC. وبعد فترة شغلت منصب المدير الإقليمي لمنطقة الشرق الأوسط لشركة BP، منذ 2003 وحتى 2006، حيث أصبحت عضوا في المجلس الأعلى للبترول في أبوظبي، وبعدها شغلت منصب مدير المخاطر البحرية وقمت بتأسيس نظام الفحص الفني في مجموعة أدنوك.
وبعد ذلك عدت إلى بريطانيا، حيث طُلب مني شغل منصب المدير العالمي للفحص الفني Global Vetting Manager في عام 2006، وقمت بإعادة هيكلة هذا القطاع في شركة BP، إلى أن تم تعييني كمدير للإستثمار، وذلك في السنوات الثلاث الأخيرة التي قضيتها في الشركة البريطانية الرائدة.
بعد خبرة طويلة قضيتها في الكويت وبريطانيا وفي الإمارات، قبلت تحدي العمل كمدير تنفيذي لشركة، تملكها مجموعة البكري السعودية، وعدت إلى منطقة الشرق الأوسط من جديد، وهي عودة كانت مليئة بالمفاجآت، ومنذ مايقرب من ٨ اعوام قمنا
ونحن ماضون في تطور نطاق أعمال الشركة.
وأشير هنا إلى أن الخدمات البحرية التي تقدمها المجموعة متنوعة، حيث تدير أعمالها بشكل متميز، وتخدم قطاع النقل البحري بشكل إستثنائي، في شتى المجالات وعلى الأخص في تموين السفن بالوقود، نقل البضائع السائبة بين مختلف المرافئ المحورية حول العالم، بإدارة فنية عالية المستوى، إضافة إلى إدارة المرافئ.
ما طبيعة التحديات التي واجهتموها مؤخرا بالعودة مجددا إلى منطقة الشرق الأوسط؟
لتأسيس شركة في المنطقة هنا، في دبي على سبيل المثال، يبقى هناك تحديات نتيجة إجراءات ذا ارتباط بالقوانين البحرية المختلفة بين موانئ الإمارات. فتأسيس شركة يحتاج لوقت أطول بكثير وإجراءات ليست بسهلة بينما في المملكة المتحدة، يمكنني تأسيس شركة إلكترونيا خلال 6 ساعات. وأذكر أن الدكتور نعيمي رئيس الهيئة الوطنية للمواصلات NTA وقتها، وضع الهدف الأساسي لجعل دبي المركز الأول في الخبرات البحرية، وهو محق في ذلك، فدبي مؤهلة، ولكن نحتاج للكثير من الدعم، في ظل تحديات كثيرة تواجه هذا المشروع.
ألا تعتقد أن انتقالك إلى شركة Red Sea Marine Management، كان خطوة مفاجئة بعد أن عملت في شركات كبيرة؟
أعتقد أن أحد أهم أسباب نجاح هذه الشركة هو تطبيقنا والتزامنا بأقصى المعايير والإجراءات المتعلقة بهذه الصناعة، بالرغم من أننا لسنا كBP أو KOTC، ولكننا في مستوى عالي من حيث الخدمات التي نقدمها. ونحن نردد دوما أننا لسنا شركة كبيرة جدا ولا نية لدينا لنصبح كذلك، فنحن حريصون على أن نكون ناجحين ومتميزين في ما نقدمه من خدمات، في المستوى نفسه التي تقدمه الشركات الكبيرة، ومتميزون في تقديم عمليات بحرية سالمة وفعالة. وهذا الأمر يعود إلى طبيعة هيكلية مجموعة بكري، التي تتبع سياسة التركيز على رضا العملاء كشركاء لنا في العمل، بدلا من سياسة التوسع رغم امتلاكها القدرات لتصبح من كبرى الشركات العالمية.
حدثنا عن حجم المنافسة التي تواجهونها في عملكم بالمنطقة؟
المنافسة في منطقة الشرق الأوسط كبيرة، ولكننا في مكانة فريدة من نوعها، فمجموعة البكري أول مجموعة في المنطقة، التي أدخلت إليها ناقلة مواد كيميائية من النوع الثاني في العام 2000، الأمر الذي كان في وقتها استثنائيا، وقد نالت تلك الناقلة دروع تذكارية لهذا الإنجاز. وتستمر مجموعة بكري في التوسع، ولكن بنفس التركيز على العملاء، ولا نعتزم الذهاب إلى السوق والسؤال عن العملاء.
كم يبلغ عدد السفن التي تتولون إدارتها؟

تدير مجموعة بكري انا ذاك 75 سفينة من مختلف الأنواع، ولتقديم خدمات أفضل، تتمركز مكاتب الشركة قرب مراكز العمل سواء في السعودية، وخارجها. ونعمل حاليا على
تحسين خدماتنا من خلال التطور المستمر.
يعاني المجتمع البحري من هيئات تصنيف وهمية؟ ما تعليقكم؟
لا نتلمس مثل هذه الإجراءات في عملنا، ويسرنا أن نعلن أنه من أصل 63 هيئة تصنيف متواجدة حول العالم، فإننا نستخدم 5 هيئات تصنيف، وهي الأعلى مكانة في العالم، LLOYDS ،NK ،DNV ،BV، وABS، ونحن نلتزم إلتزاما تاما بالمعايير الدولية المتعلقة في هذا الشأن.وما أهمية عنصر التدريب؟ وأود الإشارة هنا إلى حرصنا الدائم على عنصر التدريب والإرتقاء بمهارات وقدرات الموظفين لدينا. وأعتقد أن من أنجح مشاريع التدريب في الشرق الأوسط هي الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري، وفي صناعة النقل البحري في المنطقة، نجد شخصيات بارزة تعمل في هذا القطاع من خريجي الأكاديمية. ولدي حماس دائم نحو دعم الكفاءات العربية، ومؤسف أن شركات كثيرة في منطقة الشرق الأوسط لا تعي هذا الجانب أية أهمية. نعم هناك سعودة على سبيل المثال، وكل بلد يستعين بكفاءات المواطنين لديه، ولكن في الجانب البحري يقل هذا الجانب. وربما الكويت تبقى الوحيدة في الإستفادة من القدرات المحلية والنهوض بهذه القدرات في القطاع البحري. وأذكر أن من مهامي الأولى كانت تأسيس إدارة تدريب في شركة ناقلات النفط الكويتية KOTC، لدعم التكويت، وهذا نابع من الإستراتيجية الوطنية لدعم القدرات الوطنية لقيادة السفن في الكويت في حالة الطوارئ، لا سيما أنه لا يمكن الإعتماد على كفاءات أجنبية لا سيما خلال تعرض الباخرة لأي طارئ.
حدثنا عن وحدة التدريب التي أسستها في شركة KOTC في الكويت؟
هذه الوحدة تعتبر من أنجح المشاريع التي قمنا بتأسيسها في منطقة الشرق الأسوط، حيث وظفنا ما يصل إلى 120 موظف كويتي، واليوم هذه الشركة تعتبر من أنجح الشركات في منطقة الشرق الأوسط، واليوم تنهض بقدرات الكويتيين من أصحاب الكفاءات العالية جدا في الصناعة.
ماذا عن تعاونكم مع الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري في مصر؟
لدينا تعاون جيد مع الأكاديمية، ونعمل على دعم الكفاءات العربية في منطقة الشرق الأوسط، وكذلك طلبة الأكاديمية.
هل تعتقد أن الكفاءات البحرية العربية مظلومة؟
أعتقد أن من أكبر التحديات التي نواجهها هي في إيجاد البحارة المؤهلين من الشرق الأوسط، وعند تأسيسي هذه الشركة، تعهدت بأن أوظف 50 % من القوة العاملة في المجموعة من منطقة الشرق الأوسط، واليوم قد وصلت إلى نسبة 40 %، وهذا يتطلب وقت.
ما رؤيتكم لقطاع النقل البحري في منطقة الشرق الأوسط؟
أعتقد أن منطقة الشرق الأوسط في حاجة ماسة إلى نهج موحد للشحن، فهذه المنطقة لديها موارد كبيرة ولكن لا يسمح باستخدمها بشكل موحد. وما يحصل في دبي أكبر مثال على ذلك، وعندما ترسو إحدى البواخر التي كنت املكها في الفجيرة، فإن ذلك يتطلب مني تأسيس شركة هناك، وتسجيلها، وقد لا يتحمل الجميع تأسيس شركتين، واحدة في دبي وأخرى في الفجيرة، وهذا يتطلب مني تكاليف باهظة. أضف إلى ذلك، تحدّ آخر، ويتمثل بعدم وجود تمويل كاف للسفن في المنطقة، والبنوك في الشرق الأوسط تفتقد للخبرة في تمويل السفن.
بعد 37 سنة من الخبرات الكبيرة التي اكتسبتها. كيف تلخص لنا سر نجاحك وتميزك في عملك طوال هذه السنوات؟
يمكن تلخيص ذلك بكلمتين، وهما الإلتزام والنزاهة. واذا كنا ملتزمين بتأدية دور معين بكل نزاهة فإن ذلك سيجعلنا قادرين على العمل بنجاح وتألق. ولقد عملت 24 سنة في KOTC، وتفانيت بالعمل بكل نزاهة والتزام، وهذا ما جعل شركة BP العالمية أن تسعى للحصول على كفاءتي وخبراتي. وعند عملي في BP، إتهموني مرارا أنني مخلص جدا للKOTC، خاصة أني لاحظت أن الشركة الكويتية هي شركة ذات مكانة أكبر بكثير مما يعتقده الناس وتحديدا العاملين في قطاع النقل البحري.
هل من كلمة أخيرة؟
أود التطرق إلى قانون في الإمارات يلزم السفن التي تدخل وتخرج من الإمارات أن تحمل ترخيصا للملاحة، وأعتقد أن ذلك إجراء لا معنى له، أضف إلى ذلك متطلبات التأشيرة، وهو إجراء يكبدنا تكاليف باهظة تصل إلى 680 ألف درهم. والإمارات عموما لديها القدرة كي تصبح مركزا دوليا للأعمال التجارية لكل منطقة الخليج، ولكن للأسف نحن لا نستخدم هذه الإمكانيات. واخيرا تم الاتفاق علي موعد جديد استكمل للقاء وناجح شركه mc management وما هوا المستقبل الذي يتمناه ربان جمال في مشروع النقل البحري ٢٠٣٠. تحت توجيهات سياده الرئيس

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى