حضرة المتهم أبي

حضرة المتهم أبي
بقلم الكاتبة والإعلامية سمر القاضي
ما قادني لكتابة هذا المقال وتحت هذا العنوان هو جريمة وأقعية حدثت بالفعل في أحدي القري الريفية فأنا لست من محبي تهيج المشاعر وتفتيح الجروح ولكن ما حولنا يبكي منه الحجر قبل البشر ويتأسف عليه كل صاحب عقل وعرف ودين وقلت العقل والعرف قبل الدين لأن الأمة قبل أن تكون أمة مسلمة وتسير علي منهج ديني كانت تملك من العرف والدين والعادات مالم نعد نملكه الأن ليس قصر في الدين ولكن قصر فيما يحملونه بعض البشر لم يكن الغرض من كلامي ((القصاص)) ولكن الغرض منه التمسك بأخر وصف للأنسانية وهو الإنصاف بعد أن أصبح الحق في أضعف حالاته وأصبح الظلم المجتمعي الأب وأبنائه والزوج وزوجته فتنقلب مفاهيم التعاملات الأنسانية مريبة بعض الشئ تلك الأيدلوجية المنمقة التي تبدو كمن دس السم في العسل والأكثر ريبة من ذلك عندما يمنح القاتل،،،، هدنه لقاتله،،، هدنه لمن لأجل من أفتوني في أمري في أي قانون ودستور وعرف ودين كيف للسند رب الأسرة الذرع القوي مصدر الحماية والأمن والأمان يقوم بعملية القتال الهمجية المتوحشة لأبنائه وزوجته لاجل ضغوط الحياة المعيشية إلي أين نحن ذاهبون ظاهرات مخيفة ومؤسفة نستيقظ عليها كل يوم هذا الأمر في الماضي كان له صدي جلل وكانت تقشعر له الأبدان بمجرد سماعه ولكن اليوم أصبح كأنه أمرأ بديهيأ ومن ضمن الأخبار الروتينية اليومية فماذا جري لمجتمعنا حتي وصلنا لتلك المرحلة وما الأسباب التي أوصلتنا إلي هذا الحد المزري هل سببها ظروف أقتصادية وأجتماعية،، يمكن أن نطلق عليها ظروف طاحنة للبعض ولكن كانت الناس بسيطة وترضي بالقليل وكانت هناك روح متسامحة راضية ودائمأ كان يحذوها الأمل في الغد الأفضل وأنه لا توجد ظروف ومشاكل تدوم للأبد فكل ظرف ومشكلة لها مدي زمني وتنتهي هل السبب هو الفراغ الروحي والبعد عن الوصايا السماوية والبعد عن الله وأصبح العالم الأرضي مسيطرأ علينا وعلى كل أفكارنا وحياتنا وجوارحنا هل الفراغ الأجتماعي والتفكك الأسري الذي نلمسه ونعيشه الان هل هو السبب في وصولنا إلي هذه الجرائم فللأسف الشديد إذا نظرنا الأن نظرة سريعة علي مجتمعنا في الوقت الراهن نجد أن علاقتنا الأسرية أصابها الضعف والفتور وأصبحت للأسف الفجوة وأسعة بيننا وأصبحت العلاقات الأسرية علاقات وظيفية بحتة بلا مشاعر فاترة مفتقدين للدفئ الأسري للأحاسيس الإنسانية الراقية لكن تصل العلاقة بين الأب وأبنائه إلي هذا الحد البشع فلا يمكن أنكار حقيقة أن هناك أزمات نعيشها كثير في في البيوت والحياة عامة وأنها قد لا تتطور لأرتكاب جريمة قتل بهذه الوحشية من الأب لابنائه وزوجته لانهاء مصاعب الحياة والضغوط النفسية المحيطة كيف تتحول غريزة العاطفة إلي وحش قاتل فهنا لا قيمة لمقولة الأب يفدي أبنائه بروحه ودمه لدي البعض إلي متي سنعيش هذه الحياة وهذا الرعب الدموي إلي متي ومجتمعنا وأطفالنا وأجيالنا تسمع وتعيش بهذا الخوف القاتم،
حضرة المتهم أبي لا تساعدني ولكن لا تؤذني أكرهني ولكن لا تتصرف وكأنك تحبني لا تجعلني سعيدأ ولكن لا تفسد سعادتي