بين الافتتان والحب

بين الافتتان والحب
بقلم / إيڤيلين موريس
الحب هو سيد المشاعر الإنسانية وأكثرها تنوعًا، وهو سبب الأمان والسلام في هذه الحياة،ينشده الجميع، ويتمنى الصغير والكبير أن يحيا به وفيه. إلا أنه في مرحلة ما من العمر قد تختلط عاطفة الحب بين الجنسين مع مشاعر أخرى شبيهة، فتُسمى خطأً بالحب رغم أنها ليست كذلك، مما قد يسبب ألمًا وربما عقدة تجاه الحب. ومن بين تلك المشاعر “الافتتان”.
ولكي نميز بين الحب والافتتان، علينا أولًا معرفة ماهية الافتتان.
إن الانجذاب الشديد، اللهفة، ومشاعر الغيرة المفرطة، التي يضعها البعض تحت مسمى الحب، ليست في حقيقتها سوى افتتان. وهو شعور متقلب يشبه البحر الهائج، يجذبك بسحره، لكنه ما إن ألقيت بنفسك فيه حتى تجد أمواجه تلطمك، ولا يتركك قبل أن يغرقك، لأنك ببساطة لن تستطيع السباحة فيه طويلًا.
يسير الافتتان على خطٍ متوازٍ مع الحب، فإذا تلاقيا في نقطة ما “وهذا قد يحدث أحيانًا” فإنهما يشكلان أساسًا قويًا لعلاقة ناجحة تبعث على الاطمئنان، وقد تؤدي إلى حياة زوجية سعيدة إذا عمل الطرفان عليها بوعي ونضج.
أما الحب، فهو ينمو بالعِشرة الطيبة التي تتغلب على الملل والمشاكل. يظهر عندما تبعثرنا الحياة اليومية، فيلملم شتات النفس، ويمنحها السكون والطمأنينة والأمل. الحب لا يقتصر على لحظات النشوة، بل يمتد إلى ما هو أعمق، فيحقق الشبع الجسدي والروحي والنفسي.
ينمو الحب ببطء وثبات، ولا يرفض تدخل العقل، بل يلتحف بالحكمة ليضمن استمراره، فلا يحطمه الزمن، بل يجعله أكثر قوة. يدرك الحب حاجته إلى سياج أخلاقي وديني ليزدهر، لذا تجده هادئًا، لا يبالغ في إظهار الشوق، بل يعبر عن نفسه بثقة وثبات.
الحب روح تحب روحًا فتغذيها، أما الافتتان فهو جسد يستهلك الروح.
كل عام والجميع بخير وسلام بمناسبة عيد الحب.
—