شعر وادب

الرسالة الثانية إلى أبي القاطن في السموات

الرسالة الثانيه إلى أبي القاطن في السموات

بقلم ايڤيلين موريس 

أبي الحبيب،
مرت سنة على رسالتي الأولى التي كتبتها لك أعبر فيها عن سعادتي بمناقشة كتابي الأول سجينة الكلمات، والذي صادف صدوره قبل يومين من ذكرى رحيلك.

كنت قد أرسلتها لك مع الطير، وطيّبتها بعطر الياسمين الذي كنت تقطفه لي، وقبّلتُها بروحي التي تهفو إليك كلما مرّ صوت كلامك أو أضاء رنين ضحكاتك زوايا قلبي.

واليوم يا أبي،
أبعث لك رسالتي الثانية لأخبرك بشيء يسعدني وأثق أنه سيسعدك أيضاً.

قبل حلول ذكرى رحيلك بيومين أيضاً، تم تكريمي في فعالية نظمتها سيدات الثغر.

قد تتساءل من هن سيدات الثغر؟
إنهن مجموعة راقية من سيدات المجتمع السكندري: أديبات، شاعرات، طبيبات، وأساتذة جامعات، إعلاميات، اجتمعن على خدمة المجتمع وتقديم توعية مجانية بكل حب ودون انتظار مقابل.

شعارهن “نلتقي لنرتقي”، وقد وجدت بينهن صداقات عميقة تذكرني بروحك النبيلة التي علمتني الحب ومنحتني القدوة في العطاء.

تمنيت لو كنت هنا تشاركني هذه الفعالية، ترى صديقاتي الجميلات، وخاصة الأديبة نجلاء خليل، رئيسة الملتقى. كنتَ ستنبهر بروحهن الراقية.

أثق أنك كنت ستقدم يد المعونة، وربما تضيف لمساتك الساحرة كما كنت تفعل حين كنت تزين مدرستك برسومك ومجسماتك التي أحبتها عيون الجميع.

كنت يا أبي مثالاً لمن يعطي دون مقابل، لذلك في كل مرة أساعد فيها أحدًا أشعر وكأنني أحيي جزءًا منك في داخلي.

كنت هنا يوماً يا أبي لكنك هناك الآن، في عالم آخر بعيد عن عالم الإنسان تشدو وترنم بالألحان مع الملائكة في سماء رب الأكوان ومعك أمي تهنئنان بما منحكما الله من مكان.

أبي الحبيب في ذكرى رحيلك، أشكر الله الذي جعلني ابنتك، الذي شرفني بحمل اسمك، ليظل حيًا في الذاكرة والقلوب.

أحبك يا أبي، وسأظل أبعث لك برسائلي ملفوفة بشرائط حمراء يعلوها فيونكة رقيقة تسعدك وقلب من الألماس يشبه قلبك ، وما دام في الروح شوق لا يهدأ وفي القلب نبض لا ينام سأظل أكتب إلي أن نلتقي يوماً.

سلامي لك ولوالدتي ولكل قاطني السماء.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى