تاريخ رسم بالدماء
تاريخ رسم بالدماء
كتبت سلمي ناصر
كانت حرب السادس من أكتوبر تاريخاً محفوراً في صخور أحد الجبال الشاهقة، حيث كتبت أروع القصص عن بطولات الجنود وشجاعتهم في وجه العدو الغاشم. كان هذا الصراع يعتبر أحد أهم المعارك في تاريخ البلاد، حيث اجتمعت فيه كافة قبائل البلاد تحت راية واحدة لصد هجوم الأعداء الذين كانوا يحاولون الاستيلاء على أرضهم وثرواتهم.
بدأت المعركة في فجر ذلك اليوم العتيق، حيث اندلعت نيران الحرب واندلعت المصارعة الضارية بين الجيشين المتصارعين. كانت الأسلحة تتصاعد في السماء مثل البروق المضيئة، وكانت دماء الشهداء تروي الأرض الجافة بدمائها الزكية.
وسط هذا الفوضى والدمار، كان هناك جندي شاب يقاتل بشجاعة وإخلاص، وقد كان يتميز عن غيره بثقة لا تليق بسنه الصغير. كان يرمي سهامه بدقة فائقة، وكأنه يمتلك قوى غير عادية تمكنه من التنقل بين الأعداء بسرعة البرق.
استطاع هذا الجندي المغوار أن يتغلب على العديد من قوات العدو، وكانت الجثث تتكدس حوله وهو يستمر في القتال دون كلل أو ملل. وفجأة، تلقى طعنة قوية من أحد العدوى، وسقط على الأرض وهو ينزف دماً.
لكن بدلاً من أن يستسلم للموت، تجمعت حوله قوى خارقة من الطاقة الإيجابية، وشعر بقوة لم يشعر بها من قبل. سارع الجندي الشاب للوقوف على قدميه، وبدأ يتقهقر بين صفوف الأعداء ويقضي عليهم واحداً تلو الآخر، وكأنه يمتلك قوة الكون بأسره.
وفي ذلك الوقت، بدأت السماء تظلم والرعد يدوي، وظهرت أجساد ضخمة من السحب تتشكل وتتحول إلى وحوش ضارية. بدأت تلك الوحوش في مهاجمة الجيشين على حد سواء، وكانت تتساقط قطرات البحر من فمها المفتوح.
وفي لحظة عجيبة، اختلطت دماء الجنود مع قطرات الماء الساقطة، وبدأت الأمواج تتلاطم عالياً، وكأنها ترقص على وتيرة الموسيقى الخارقة. وبدأت الجبال تتحرك وتشق طريقاً بين الجيشين، وكأنها تساهم في المعركة بذاتها.
وفجأة، انكسرت الوحوش واختفت تماماً، وعادت السماء تتألق بأشعة الشمس الذهبية، وكأن الحرب قد انتهت وانتصر الجيش الوطني بشكل نهائي.
وبينما يحتفل الجنود بانتصارهم ويبتهجون بالنصر العظيم، انطلق الجندي الشاب إلى قمة الجبل الشاهق، وبدأ ينقش قصة معركتهم على صخرة كبيرة، وتاريخ السادس من أكتوبر يكتب بأحرف من الذهب في سماء الوطن.
وهكذا، انتهت حرب السادس من أكتوبر وبقيت ذكراها خالدة في قلوب الشعب، وظلت تلك الصخرة الشاهقة محفورة بأجمل القصص وأعظم الانتصارات التي شهدتها البلاد على مر العصور.