المقالات

خلود ايمن تكتب ط التحقُّق من الأمور

التحقق من الأمور 
كتبت /خلود ايمن 
قد يتَّجه البعض لتصديق كل ما يبلُغ مسامعهم من أقوال وأفعال دون عناء التحقُّق من صحة تلك الأمور وهذا ما يجعلنا نقع في الكثير من المشكلات نتيجة اتهام البعض بأمور لم يقصدوها بهذا الشكل الذي فهمناه ، فقبل أنْ نضع اللوم على أحد أو نعاتبه أو نَحكُم على تصرفاته ونتَّهمه بالباطل علينا أنْ نتأكد من صدق ما وصلنا عنه فهذا هو أقصر طريق لقطع الشكوك وتغيير الظنون ، فلا يحق لأحد أنْ يحكُم على غيره سواء بالخير أو بالشر ، فكلنا ملأى بالعيوب وكلنا أيضاً نقع في الخطأ وقد نتفوه بكلمات قد تُفهَم بشكل خاطئ أو سيئ من قِبَل البعض ، وهذا ما يدفعنا للبحث في الأمور قبل التسليم الكامل بكونها صحيحة وهذا أيضاً ما يُقلِّل دائرة الشك التي قد يقع فيها البعض من آن لآخر نتيجة بعض الأمور المُتداوَلة عنهم دون محاولة التأكد منها في بداية الأمر ، فلقد أمرنا الله بأنْ نُحسِن الظن بالغير وإنْ جاءنا فاسق بنبأ أنْ نتأكد منه لذا سنجد أن كل تلك الأمور الحياتية محسومة بالفعل من قَبْل إنْ طبَّقنا كلام الله عليها ونفَّذنا أوامره دون الحياد عنها فهي ما تُوصِّلنا للحقيقة وتبعد عنا التُهم والجدل المبني على الأوهام والخداع النفسي واتباع الظنون الداخلية فقط ، فإن تجنُّب قصف الآخرين بالباطل هو نوع من اتباع الحق وتنفيذه ، فتلك الكلمات المترددة عنهم سوف تُشوِّه سمعتهم ذات يوم وتُهدِّد حياتهم وقد تصبح وصمة عار في تاريخهم إنْ تفشَّت وذاع صيتها في كل الأرجاء ، فقدرتنا على تحجيم نقل تلك الأكاذيب هي بمثابة إنقاذ لتلك النفوس من التَعرُّض للظلم والإجحاف في مجتمع لا يَرحم أحداً سواء أكان مذنباً أم بريئاً ، مخطئاً أم على حق ، فعلينا التأني قبل المشاركة في نشر تلك الأقاويل التي يرددها الجميع بلا رغبة في التأكد من كونها يقينية أم كاذبة ، فلا يجب أنْ يكون الجميع إمعة يتبعون الغير بلا أي رغبة في الانفراد بسِمة جيدة كالحفاظ على سُمعة البشر من التلطُّخ في الوحل أو الوصول للحضيض بفعل التصديق لما يُذاع عنهم بغير وعي أو حرص أو تحرٍ ، فلسوف تُرَد إلينا تلك الأفعال التي نتبعها مع الغير بشكل أو بآخر فعدالة الله نافذة لا مَحالة ولو بعد حين ، فعلينا أنْ نخشى ذلك ونعمل للغد إنْ أردنا حياة سالمة بعيدة عن الشُبهات والأخطاء والمخاطر والفضائح التي لا تُنسى أبداً ولو مرَّ عليها مئات السنين …

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى