المرأة والطفل

ارفعوا أيديكم عن المرأة !

ارفعوا أيديكم عن المرأة !
كتبت / إيمان الحريري

فى نهاية السبعينيات كانت الحرب الأهلية اللبنانية قد مر عليها سنوات قليلة .. وقتها وقف الرئيس الراحل أنور السادات فى خطاب له ورفع شعاره الشهير “ارفعوا أيديكم عن لبنان”.. اسمحوا لي أن أستعير هذة المقولة الشهيرة بما لها من شجون و دلائل و أقصد بها استحضار الحالة فقط ولذلك عنونت مقالي بها و عدلتها إلى: ارفعوا أيديكم عن المرأة .
لبنان بلد حبيب إلى قلوبنا جميعا كعرب .. والمرأة اللبنانية تتمتع بالحرية بدرجة كبيرة و لها مكانة مرموقة حتى أن أشهر الشخصيات النسائية بها يسبق اسمها لقب ” الست ” . “الست فيروز” على سبيل المثال .. و في مصر فلقب كوكب الشرق أم كلثوم هو ” الست ” دلالة على التوقير و الاحترام .
أما لسان حال المرأة الآن فهو ” ارفعوا أيديكم عنا ” … أية مرأة ؟؟ .. المرأة في الشرق بجميع أنواعها طبقاً لتعبير بعضهم !!! .. ارفعوا أيديكم اي خلوا عنها ، اطلقوا سراحها ، اتركوها تمارس حق الاختيار بعيداً عن القوالب الصماء و بروايز الحياة في مجتمعاتنا منعدمة الحرية الشخصية و ذكورية الفكر .

فلو أرادت التركيز على الحياة العملية و تأجيل أو حتى ترك الزواج و تحقيق طموحاتها اتركوها لحالها و لا تطلقوا عليها ألقابكم الكريهة مثل العانس و البايرة ومن فاتها القطار .. ولو صادفت ابن الحلال و تزوجت و أنجبت و انصرفت عن الحياة العملية و وضعت كل طاقتها للبيت و الأولاد و أحبت ذلك فلم لا نتركها تسعد بحياتها كزوجة و أم و نعطيها حقها في التقدير ولا نرمقها بنظرة التعالي و نصمها بأنها متخلفة عن ركب التطور .. أما لو جمعت بين الإثنين كما هو حال معظم السيدات في مصر فهي تعيش بين كفي رحى متطلبات العمل من ناحية و الأسرة من ناحية أخرى فهي تستحق منا كل تقدير و إحترام وتحتاج المساندة والدعم .

و لو أرادت أن تظهر أنوثتها بشكل ملائم لتقاليد المجتمع وترتدي ما تحب من الأزياء على الموضة ولا تتحجب أو تتغطي ما المانع من ذلك فقد كانت أمهاتنا و جداتنا في سن الشباب يرتدين الميني جيب فهل أنهارت القيم أو كان مقياس الدين وقتها هو عدد أمتار القماش التي ترتديه المرأة! .. أما لو اختارت أن تضفي علي نفسها وقاراً وتحتشم أكثر أو تتحجب اتركوها و لا تحاصروها بدعاوي الرجعية و التطرف أحياناً و ضعف الشخصية و انعدام الثقة أحياناً أخري .

المرأة عنوان الجمال في كل الأحوال والطبيعة الخاصة للمرأة هي حب الزينة و اظهار الجمال .. وهي فطرة إلهية جُبِلنا عليها و خُلِقنا بها و الجمال خصوصية للمرأة دون الرجل في كل تفاصيلها ، اتركوها تتنفس الجمال وتعيشه بحرية فلقد ملأ القبح حياتنا بشكل مبالغ فيه فلا تحاصروها بدعوي الفضيلة وتنتقدونها و تمارسون عليها كبت السنين التي عشناها .. لماذا نخاف من جمال المرأة و نعتبر اظهاره نوع من التفسخ و الانحدار الاخلاقي .. و مع الأخذ فى الاعتبار بالطبع أن الإعتدال مطلوب في كل شئ .

أخيرا اتركوها لما تريد و تحب .. طائراً يغرد حباً و حناناً و يفيض علي الكون سحراً و جمالاً .. و قد أحاطتها الحضارات القديمة هالة من التقديس وأمامنا آثار الحضارة المصرية شاهدا على مكانة المرأة و قيمتها كتفا بكتف بجانب الرجل .. أما المرأة الشرقية الآن فيكفي جداً جداً مع عانته و تعانيه كمواطن يعتبره الكثيرون من الدرجة الثانية في مجتمعات ذكورية الماء و الهواء .. و أعدكم لو تركتموها حرة أن تملأ حياتكم جمالاً و بهجة . إبنةً و أختاً و أماً و جدةً و صديقةً و حبيبة .
اليوم العالمي للمرأة هو احتفال عالمي في اليوم الثامن من شهر مارس من كل عام، ويقام للدلالة على الاحترام العام وتقدير المرأة لإنجازاتها الاقتصادية والسياسية والاجتماعية، الاحتفال بهذه المناسبة جاء إثر عقد أول مؤتمر للاتحاد النسائي الديمقراطي العالمي في باريس عام 1945 . و بهذة المناسبة اعزائي .. رجاءاً حاراً من كل قلبي في يوم المرأة العالمي و كل الأيام .. ” ارفعوا ايديكم عن المرأة “

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى