أسرة و مجتمع

خلود ايمن تكتب /التفرقة بين الأبناء

التفرقة بين الأبناء : كتبت /خلود ايمن
كثيراً ما يحاول البعض اتقاء التفرقة بين الأبناء ولكنهم قد يتعثروا في هذا الأمر رغماً عنهم فدوماً ما تميل القلوب لطرف عن الآخر وتُفضِّله وتهواه فيجب علينا ترويضها بقدر الإمكان حتى لا تظلم أياً منهم ، فتلك التفرقة غير مُقتَصرة على جانب الأمور المادية فحَسب ولكنها تشمل أيضاً طريقة التعامل والنصح والتوجيه والنقاش وخلافها من الأمور التي تتعلق بالقول الحَسَن الذي يُسعِد الطفل ويُحسِّن من نفسيته فبخلاف ذلك ستتولد المشكلات داخله بالتدريج وتتفاقم بمرور الوقت إلى أنْ يتحول لشخص ملئ بالعُقد والأمراض النفسية المُزمِنة التي لن يَوِد البوح بها ولو لمرة حتى لا يُتَّهم بالأنانية أو الغيرة أو غيرها من السمات التي لم يتسم بها ذات يوم ، فعلى الأبوين أنْ يلحظا تلك النقطة ويحاولا تحقيق العدل والمساواة بين الأبناء فيها حتى لا يملأونهم ولو بقدر طفيف من الكراهية أو الشك في الذات ، فالعديد منهم لا يرى سوى الجانب السلبي من أحد الأبناء ويتهمونه بالتقصير ويُشيرون إليه بأصابع الاتهام وكأنه خالٍ تماماً من أي مميزات وعلى النقيض فهما يمدحان الطفل الآخر وكأن الأول ليس له الحق في الإشادة بأي ميزة يختص بها أو عمل يُنسَب إليه ويفخرون به أو المديح على قرار سديد اتخذه أو الدعم وقت أي نجاح يُحقِّقه أو أي خُطوة يخطوها للأمام وبهذا يُصاب هذا الشخص بالإحباط ويفقد الثقة بنفسه رويداً رويداً ولو منحها له أهل الأرض أجمعين فلسوف يصبح لها معنى مختلف إذا جاءت من ذويه وأهله الذين ينتمي إليهم في المقام الأول ، فإذا لم يلتفت أحد الأبوين لتلك النقطة في إحدى المراحل فلسوف يزداد هذا الشعور القاتل داخل الطفل جرَّاء هذا التعامل الصَلد وفي كل مرة سيجد ما يمنعه من الإقرار به حتى يقضي عليه ويُبغِّضه في مجمل شخصيته ويحول بينه وبين تقديم المزيد من الإنجازات وسيتوجه بالتدريج لمَنْ يمنحه هذا الشعور المُناقِض الذي يبغاه ويبحث عنه ويحتاج إليه بالفعل من احتواء وحب وتشجيع حتى يجد راحته وسعادته التي يسعى إليها طوال الوقت ، فإنْ لم يشعر الأبوان بهذا الأمر فلسوف يكونا بحاجة لمَنْ يوجههما إليه حتى لا يتجاهلا مشاعر أبنائهم مسببين لهم المزيد من المشكلات التي هم في غني عنها على المدى البعيد ، فالوضع لم يَعُد يحتمل مشكلات أخرى بغير تلك التي يخلقها داخلهم المجتمع من حين لآخر ، فطريقة التعامل تُخرِج طفلاً سوياً نفسياً قادراً على التعامل مع الغير بشكل راقٍ دون إتيان على مشاعره أو الاستهانة أو الاستخفاف بها ذات يوم ، فعلينا أنْ نبادر بالأمر إنْ أردنا زرعه في الصغار فهم يتعلَّمون من خلال التجارب الفعلية المُطبَّقة أكثر من الكلام الشفهي النظري الذي لا يُجدي أو يُفيد ، لذا علينا أنْ نكون أكثر وعياً حينما يتعلق الأمر بنفسيات أبنائنا فهم النشء الذي يرتكز عليه المستقبل الباهر الذي نحن في انتظاره على أحر من الجمر ، فلا علينا أنْ نُعكِّره بأي طريقة كانت حتى لا نُصاب بالندم على ردود الأفعال التي سنتلقاها منه فيما بَعْد وتنتقل عبر الأجيال المتعاقبة بكل أسف …

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى