سياسة

أنا والجنرال شارون على شاشة BBC (2) بقلم لواء دكتور/ سمير فرج

أنا والجنرال شارون على شاشة BBC (2)

لواء دكتور/ سمير فرج

 

في مقالي، الأسبوع الماضي، استعرضت ملابسات مشاركتي في برنامج “بانوراما”، البرنامج الحواري الأشهر في بريطانيا، وأوروبا، حينئذ، والذي يذاع، على الهواء مباشرة، مساء الأحد، على شاشات التليفزيون البريطاني BBC، ويقدمه أشهر مقدمي البرامج، آنذاك، إدجار آلان. ورويت كيفية تحول مشاركتي من مجرد حوار إلى مناظرة بيني وبين الجنرال أرئيل شارون، أحد أبرز القادة الإسرائيليين في حرب أكتوبر 73، والذي أصبح رئيساً لوزراء إسرائيل، لاحقاً.

وفي اليوم المحدد لإذاعة البرنامج، دخلنا الأستوديو، وجلس إدجار آلان في المنتصف، وعن يمينه الجنرال شارون، وجلست أنا عن يساره، وبدأ البرنامج بعرض تسجيل لطرفي المناظرة؛ فحكى الجنرال شارون كيفية بدء المعركة مع المصريين، يوم 6 من أكتوبر، وسرد سير العمليات من وجهة النظر الإسرائيلية. أما التسجيل الخاص بي فتضمن عرضاً للخطة المصرية، التي مكنتنا من عبور القناة، وتدمير خط بارليف.

وبعد انتهاء الفقرات المسجلة، التي امتدت لنصف ساعة لكل منا، بدأ أعضاء مركز الدراسات الاستراتيجية في لندن، في توجيه أسئلتهم بناء على ما قدمناه عن الخطة المصرية والخطة الإسرائيلية، وكان السؤال الأول من نصيبي، ونصه “لقد ذكرت أن تخطيط تلك الحرب كان مصرياً مائة بالمائة، إلا أن دراسة سير أعمال القتال، وطبقاً لخرائط الأقمار الصناعية الأمريكية، كان تقدمكم في الحرب إلى الخط الأول بعمق 3 كيلومتر، ثم الخط الثاني بعمق 9 كيلومتر، والثالث بعمق 15 كيلومتر، متطابقاً مع العقيدة السوفيتية، ألا تعتبر ذلك دليلاً على أن التخطيط كان روسياً؟”

فطلبت من هيئة التحكيم التدقيق في الخرائط التي قدمتها، والتي توضح أن الخط لم يكن مستقيماً، بل كان يزيد عن 2 كيلومتر ولا يصل إلى 3 كيلومتر، مضيفاً أن الوصول لهذه الخطوط كان محكوماً بمدى حائط الصواريخ المصري، لتغطية الخطوط التي تصل إليها قواتنا، وهو ما يثبت أن التخطيط كان مصرياً.

فبادرتني هيئة التحكيم بالسؤال الثاني، عن أسباب عدم استغلال قواتنا لنجاحها يوم 9 أكتوبر، في التقدم للمضايق، بعد صد الهجوم المضاد الإسرائيلي، الذي خسرت خلاله إسرائيل 400 دبابة، وهو رقم مخيف، على حد تعبيرهم. فوضحت لهم أن المهمة التي تحددت للقوات المصرية، هي القيام بعملية عسكرية محدودة، وفقاً لإمكاناتها، في ضوء رفض السوفييت، قبل الحرب، إمداد مصر بصواريخ سام المتحركة، والتي كان بإمكانها العبور خلف القوات وتأمينها حتى نصل إلى المضايق.

ثم حان دور الجنرال شارون في الرد على السؤال الموجه له عن أسباب تأخر قياداته في استدعاء الاحتياطي، وفشل هجما

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى