شعر وادب

تعرف على ٤ أسباب لجلب الرزق

 

متابعه/غادة إبراهيم

في ظل الأزمات الاقتصادية التي يشهدها الجميع الآن، ينتابنا شعور طبيعي بالقلق على أرزاقنا في المستقبل وكيفيه تدبيرها، وندخل في دائره من التفكير المستمر المسبب للتوتر والقلق، الذي يتطور بدوره الي الاكتئاب الغير مجدي تمامًا.

وفي حوار خاص مع الدكتور عادل هندي أستاذ مساعد في كليه الدعوة الإسلامية جامعة الأزهر، سوف نتعرف على الآتي:

– أعظم أسباب جلب الرزق.
– أسباب منع الرزق.
– الفرق بين السعي للرزق بالحلال والفهلوة والخفية

أولًا: من أعظم الأسباب التي تفتح أبواب الرزق تقوى الله وحسن التوكل عليه، قال تعالى: {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا} [الطلاق: 2، 3]، وتقوى الله تأتي بالبركة في الرزق من كل جانب، قال تعالى: {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ} [الأعراف: 96].

ثانيًا: تصحيح مفهوم الرزق؛ فالبعض يعتقد أنّ الرزق هو المال (الفلوس) وهذا خطأ، فالعلم رزق، والعبادة رزق، والزوجة الصالحة رزق، والزوج الحسن رزق، وهدوء البال رزق، وراحة الضمير ويقظته رزق، وصلاح حال الأبناء رزق، ومحبة الناس للعبد رزق، وتيسير الأمور رزق من الله، والأمن والأمان رزق، كل ذلك رزق، أما تخصيص الرزق بأنه المال فهذا فهم ضيق حول صحة مفهوم الرزق..

ثالثًا: إذا كان العمل حلالاً ونوى صاحبه الطاعة، ككف نفسه عن السؤال والنفقة الطيبة على أهله وعياله ولم يشغله عن طاعة ربه.

رابعًا: اذا توفر في العمل:

-النيه الصالحة .
-ألا يكون العمل حرامًا أو معصية.
– إتقان العمل وإحسانه وجودته.
– ألا يشغله العمل عن طاعة الله وفرائضه..

فالعمل المباح كالتجارة والصناعة.. يجلب الرزق إذا نوى الإنسان به نية حسنة، ككفّ نفسه عن سؤال الناس والحاجة إليهم، أو النفقة على أهله، والتصدق على المحتاجين، وصلة الرحم، ونفع المسلمين بهذا العمل، ونحو ذلك من النيات الصالحة التي يثاب عليها، ولكن بشرط: أن لا يشغله هذا العمل عما أوجبه الله عليه، كالصلاة والزكاة والصيام، قال الله تعالى في صوف الرجال الحقيقيين: (رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ)..

أسباب منع الرزق:

أولًا: الإعراض عن الله وعدم شكر نعمته يسبب فوات الرزق من حياة الناس ويؤدي إلى المحق والبوار والخسارة، قال تعالى: {وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ} [النحل: 112]. فحُرِمُوا الرزق بنكران النّعَم.. وقال أيضًا عزّ وجلّ: {وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى} [طه: 124].

ثانيًا: اذا كان العمل يعتريه الفتن والشهوات ويتعرّض صاحبه للمعاصي والحرام، ويكون عمله سببا ًفي إضلال الخلق، وترويج الشبهات في أذهانهم، وتزيين الشهوات في حياتهم، والعمل القائم على تزوير الحقائق، وتضييع الحقوق…

ثالثًا: اذا كان العمل سببا ً في تضييع الفرائض.

رابعًا: خداع الناس وغشهم في اي عمل ، يستجلب سخط الرب وعقابه، ومن العقاب الحرمان من الرزق.

الفرق بين السعي للرزق بالحلال والفهلوة والخفية :

إذا كان المقصود من (الفهلوة والخفية) خداع النّاس وغشهم وخيانتهم، فذلك يؤيد ما عليه كثير من الناس من أنّ الغاية تبرر الوسيلة: وهي نظرية لأمير إيطالي اسمه: (ميكافيللي) وقد ألّف كتابه (الأميـر) ،وأشار من خلاله إلى نزع القيم الأخلاقية من حياة القادة والمسؤولين؛ لحماية عروشهم وكراسيهم.. فالغاية عنده تبرر الوسيلة، لكننا في الإسلام: الغاية عندنا مهما عظُم شأنها لا تبرر الوسيلة الحقيرة؛ كما أن الغايات النبيلة لا يصلُح لها إلا الوسائل النبيلة والشريفة..

وإن كان المقصود (بالخفية) الاجتهاد في الأسباب فلينظر هل هي أسباب مباحة شرعا فالأخذ بها مشروع، وإن كانت محرّمة فلا يجوز الأخذ بها ولا ينبغي أن يكون الإنسان في حياته كلها آلة تطحن نفسها بالعمل الكثير بلا تحقيق غاية محمودة، أو استخدام وسيلة مشروعة.

ومن هنا فإنه ينبغي علينا جميعا ًأن ننتبه، فالمؤمن لا يعيش في الحياة بلا منهج أو دستور يحرّكه ويصحح مساراته؛ فنحن عبيد لله تعالى لا لغيره، فلسنا عبيدًا لأهوائنا ولا لمفاهيمنا أبدًا باي حال من الأحوال، ومن ثم يجب الأخذ بالأسباب المحللة لنا شرعًا لكسب الرزق الحلال ، وعدم التفكير في النتيجة ، فهي بيد الله سبحانه وتعالى ، فمهما كثرت الأزمات ، ليس علينا سوي الأخذ بالأسباب والتوكل على الله، فليس لنا مجيرًا غيره.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى