Uncategorized

العنف الزواجي (حكاية حياه)

العنف الزواجي
(حكاية حياه)

بقلم المرشدة النفسية شيري حنا
(مرشد نفسي ، محاضر معتمد ، مقدم برامج)

طلت علينا خلال الأيام القليلة الماضية فتاه شابه تدعي “حياه” عبر لايف مباشر علي الفيسبوك حصد ملايين المشاهدات. وكانت تستنجد بمتابيعها لإنقاذها من فتك زوجها،حيث ظهرت بوضوح كدمات الضرب والعنف على وجهها وجسدها، وكانت تصرخ مستنجدة بمن ينقذها من بطش الزوج العنيف.
حياه شابه جميلة في مقتبل العشرين من عمرها.
تزوجت بشكل تقليدي، مع فترة خطبه قصيره جدا، لم تكن كافيه لتتعرف بشكل جيد على زوجها قبل الزواج، لم تدرس أخلاقه ولم تتعرف علي طباعه،ولم تسأل عنه وعن علاقاته قبل الزواج، كفتاه بمقتبل العمر خبراتها بالحياة والناس بسيطة، انبهرت بمواصفات وإمكانيات عريس الغفلة، وظنت انه هو فارس الأحلام، كامل المواصفات الذي كانت تبحث عنه فأندفعت وأتمت زيجة كانت ستودي بحياتها.
وظهرت نتيجة تسرعها في زيجة غير مناسبة في أول أسبوع من الزواج.
ضرب مبرح، شتائم وسباب، عنف جنسي وأوضاع جنسية محرمه.
لينتهي الأمر بعد ثلاثة أشهر من الزواج ببث لايف مباشر على الفيسبوك أثناء ضرب وتعنيف الزوج لها وتستنجد بالمتابعين لإنقاذها من زوجها.

-العنف الزواجي:

ظاهرة العنف الزواجي ظاهرة منتشرة عالمياً، وهو أحد أشكال العنف الأسرى، حيث يعتدي الزوج على زوجته بالضرب والعنف والسُباب مستخدما قوته الذكورية لإخضاع المرأة وفرض سيطرته عليها. واخضاعها قسيراً لتنفيذ متطلباته التي أحيانا تخالف الدين والشرع والأعراف المجتمعية كما حدث مع حياه.

تُعرّف منظمة الصحة العالمية العنف الزواجي من الشريك:
على أنه “سلوك منتهج ضمن علاقة معاشرة او من قبل شريك سابق يتسبّب في حدوث ضرر جسدي أو جنسي أو نفسي، بما في ذلك الاعتداء الجسدي و العلاقات الجنسية القسرية و الإيذاء النفسي وسلوكيات السيطرة”

كما أشارت منظمة الصحة العالمية في احصائياتها
ان حوالي ٣٠٪ من النساء المتزوجات عالميا يتعرضن للعنف من الزوج، وتكون أشكال العنف
(عنف جسدي، عنف نفسي، عنف جنسي) .
وقد يتعرضن لأكثر من شكل ونوع من العنف في نفس الوقت.

كما أعلن المجلس القومي للمرأة عن وجود حوالي ١،٥ مليون امرأة مصرية تتعرض للعنف الأسري
منهم ٧٠٪ عنف زواجي
٢٠٪ عنف ابوي من خلال الوالدين
١٠٪ عنف بين الاخوة

-أسباب العنف الزواجي:

هناك العديد من الأسباب والدوافع المؤدية للعنف الزواجي ومنها :

١- أسباب نفسية:
– وجود خلل نفسي لأحد الشريكين يدفعه لإيذاء شريكه.
– الإدمان بأنواعه سواء إدمان الكحوليات او المواد المخدرة او إدمان الإباحيات. ينتج عنهم نوع من أنواع العنف تجاه الشريك.

٢- أسباب اجتماعية:
بعض التقاليد والموروثات التي تبيح ضرب الزوجة بهدف اخضاعها وتطويعها وفرض السيطرة عليها.

٣- أسباب أقتصادية:
بسبب الظروف الاقتصادية والمادية الضاغطة وعدم قدرة الزوج على توفير حياة كريمة لأسرته فيشعر بالعجز والتقصير ويفرغ ضيقه النفسي وشعوره بالعجز من خلال العنف الأسري.

ولكن مهما تعددت وتنوعت الأسباب ، يبقى العنف داخل الأسرة مرفوض ويجرمه القانون.

تنص المادة ١١ من الدستور المصري على أن “تلتزم الدولة بحماية المرأة ضد كل أشكال العنف” ويسن القانون عقوبات مشددة في حال إثبات تعرض الزوجة للعنف الأسري او الزواجي تصل إلى الحبس والغرامة للشريك المعتدي.

في النهاية…
أهمس في أذن كل فتاه
لاتتسرعي في الأقبال على زيجة تبدو غير متكافئة.
لاتنبهري بعريس الغفلة كامل المواصفات دون معرفته بشكل جيد، ودراسة شخصيته ومعرفة طباعه.
لا تخشي المواجهة وطلب حقوقك والجهات الرسمية ستكفل لك الحق في استرداد كافه حقوقك.
لاتتنازلي عن كرامتك وحقوقك ف القانون والدولة والمجتمع يدعموكي، وتم سن قوانين من أجل حمايتك.

في النهاية يافتاتي…
المال والجاه والجمال لايصنع رجال، فأبحثي أولا عن الجوهر وليس المظهر، ف المظاهر خداعه، والزواج رحلة حياة، وليس فقط إمكانيات وشكليات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى