المقالات

ثقافة الفن .. في الجمهورية الجديدة

٦

بقلم: د. مايكل صفوت

الثقافة المصرية التي نشأت منذ آلاف السنين بداية من حقبة المصريين القدماء الي جيل عظماء الطرب والفن .. كانت مثالا يحتذى به لإنشاء حضارات عديدة .. الثقافة التي تم نقلها بين المشرق والمغرب من خلال صرح مصري أنشئ على يد بطليموس الاول في عهد الاسكندر الاكبر يسمي بمكتبة الإسكندرية الفديمة عام ٣٣٠ ق.م .. والتي استمرت جيل بعد جيل .. الثقافة المصرية التي أصبحت تدرس في عدد من جامعات العالم .. مرت بفترة عصيبة وصعبة في اخر ١٠ سنوات .. وسائل دخيلة علينا كمجتمع مصري يتمتع بثقافة فريدة من نوعها .. شوهت الثقافة والفن .. نتجت عن احداث وكبوات مرت بها مصر في العقد الأخير

جيل الشباب في العقد الأخير لا يعلم معني كلمة “اوبرا” أو “مونودراما” أو “اوركسترا” .. حتى التمثيل اصبح يعاني من عادات مجتمعية سيئة يتم إبرازها في مشاهد بذيئة .. للاسف .. يتناولها الشباب بشكل مستمر عبر وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة .. وهذه هي الحرب الجديدة .. التي تستهدف شباب مصر .. الامل والمستقبل

إن مصر تمتلك قوتين متكاملتين .. متوازيين في حربهما .. القوة العسكرية الغاشمة القوية التي تتصدى لمن تسول له نفسه المساس بأمن مصر القومي واستقراره .. والقوة الناعمة التي تتمثل في الفن والثقافة .. والتي يتم من خلالها تطوير الوعي الفكري والثقافي لدي المواطن المصري بشكل عام .. والشباب بشكل خاص

منذ بداية ترشح السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي الي منصب رئاسة الجمهورية حرص كل الحرص على لقاء الفنانين والاستماع لأرائهم في تطوير الوعي الفكري والثقافي لدي المواطن المصري .. وعندما تولي الرئيس السيسي منصبه كان لزام عليه إعادة بناء المواطن المصري فكريا وعلميا وثقافيا .. وذلك من خلال تطوير قوته الناعمة .. تمثل ذلك اولا .. في دور الجندي المصري الذي تحسر على هزيمته في نكسة ١٩٦٧ .. فحولها الي نصر عظيم وبطولة خالدة من خلال فيلم “الممر” .. ثم بعد ذلك أظهر دور الدولة في مجابهة الإرهاب في سيناء وكافة أرجاء مصر .. وتخلص مصر من جماعة دموية ليس لها ملة ولا دين ولا إنسانية .. من خلال مسلسل ” الاختيار” و مجابهة مصر لأخطار من يتربصون بالأمن القومي واستقرارها في الخارج من خلال مسلسل “هجمة مرتدة” .. تلك الأعمال التي جعلت المواطن المصري ينجذب نحو فن هادف محترم صادق يضم احداث حقيقية .. يعرض بطولاته المختلفة .. جعل المواطن في مكانه أخري .. تحول من السلبية والذم .. الي الفخر والانتماء للوطن

والأن .. بعد إعلان “الجمهورية الجديدة” اصبح للدولة خطة شاملة في تطوير الفن المصري .. وإبراز القوة الناعمة الحقيقية التي تجابه تحديات الدولة بشكل متوازي مع قوتها العسكرية .. حيث اهتمت الدولة بإعادة تطوير المراكز الثقافية المختلفة .. وقصور الثقافة وتجديدها .. كما اهتمت الدولة بإعادة المسرح الي هيبته من جديد .. واحلال وتجديد عدد من المسارح ودور الثقافة .. والمتاحف .. وحرصت الدولة على إنشاء عدد من المراكز الثقافية المختلفة في كافة المدن الجديدة التي تم إنشاؤها .. إضافة إلي انشاء “مدينة الثقافة والفنون ” في كل من العاصمة الإدارية الجديدة ومدينة العلمين الجديدة .. وبناء
دار الأوبرا المصرية بكلا المدينتين .. كما اهتمت الدولة برعاية الفنانين القدامي وكبار السن الذين قدموا أعمالا تخلد في الفن والثقافة المصرية .. من الفنانين المهمشين .. حيث حرصت على دعمهم بشتى أنواع الدعم المختلفة .. وهذا يدل على حرص الدولة الشديد واهتمامها بالفن والثقافة .. كل ذلك تحت مظلة الجمهورية الجديدة.

إن ما تبذله الدولة المصرية من جهود مضنيه لتطوير الثقافة المصرية يسير بالتوازي مع تعهد الرئيس السيسي ببناء الإنسان المصري وبناء شخصية المواطن المصري على كافة جوانب الحياة .. القيادة السياسية وعدت .. واوفت بالوعد .. ولازال العمل مستمر .. للنهوض بالمواطن المصري .. على كافة جوانب الحياة .. والفن والثقافة هم أحد الجوانب الأساسية لبناء الإنسان .. فتشكيل الفكر والوعي المجتمعي يتكون ببناء شخصية ذي فكر فني ثقافي يليق بمجتمعنا المصري الذي كان ولايزال ناقلا للثقافة بين حضارات العالم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى