سياسة

وماذا بعد !! بقلم : امجد المصرى .

وماذا بعد !!
بقلم : امجد المصرى .

بعد ثلاثة أسابيع من بداية أحداث غزه فى السابع من أكتوبر يفرض السؤال نفسه الآن : وماذا بعد ؟
على مستوى الشعب الفلسطيني الصامد فى غزه ومع إشتداد قسوة القصف والحصار والتعنت فى إدخال المساعدات الإنسانية اللازمة، ونقص أو ربما إنتهاء كل المخزون الإستراتيجي من الأدوية والمياه . كيف سيكمل هؤلاء المناضلون رحلة الصمود للدفاع عن أرضهم ضد مخطط التهجير وقتل القضية الفلسطينية إلى الأبد ؟

على مستوى الشعوب العربية والاسلامية الداعمه بكل قوة للحق الفلسطيني ، والرافضة لكل أشكال العنف والإبادة الممنهجة التى يمارسها الكيان المحتل ، والمتعاطفة بشكل علني على الأرض وفى كافة مواقع التواصل الإجتماعي : هل سيستمر هذا الإهتمام أم أنه سبدأ فى الخفوت رويدًا رويدًا بعد أن يسقط بعض المتعاطفين فى فخ الإعتياد على أخبار تأتي من هناك ؟ هل نظل بنفس القوة والتركيز خلف الأشقاء أم تأخذنا دروب الحياة وهمومها سريعًا فننشغل عنهم ؟

على مستوى الإحتلال وقيادته السياسية والعسكرية وما يرتبون له من إتمام لمخططهم الواضح بتهجير أهل غزه أو على الأقل بتضييق الخناق عليهم لأقصى الدرجات حتي يضطروا إلى النزوح خارج أرضهم . هل إقترب قرار التدخل البري الشامل داخل قطاع غزة لفرض الأمر الواقع بالقوة خاصة بعد إشتداد الحصار المُنهك لطاقات المرابطين هناك ؟ هل يفعلها نتنياهو ورجاله أم يطول أمد القصف وسياسة التجويع التى يمارسونها ضد الشعب العربي الأعزل حتي إشعار آخر خشية التورط فى حرب شوارع غير محسوبة العواقب داخل الأراضي المحتله ؟

على المستوى الرسمي فى مصر سيظل الموقف المعلن والواضح وضوح الشمس هو رفض فكرة تهجير أبناء غزة خارج أرضهم ورفض أى حل للأزمة على حساب أطراف ودول أخرى لأن ذلك يعني قتل قضية العرب الأولى إلى الأبد، ولكن ماذا سيحدث إن تم إجبار أهل غزة على التحرك جنوبًا فى إتجاه أرض سيناء الطاهرة المروية بدماء الآباء والأجداد ؟ هل نصبح حينها بين فكى الرحي فى موقف إنساني شديد الصعوبة أم اننا جاهزون بكل السيناريوهات المقبولة للتعامل مع موقف مثل هذا ؟

على مستوى المواقف الدوليه التى تأتى أغلبها منحازة بشكل سافر للجانب الإسرائيلي متغاضية عما يحدث من مجازر بين المدنيين الفلسطينيين وخاصة بين الأطفال والنساء ، وهذا التضليل الإعلامي الذى تمارسه أغلب العواصم الغربية لخداع مواطنيها وإيهامهم بعكس ما يحدث هناك ، هل يستمر ذلك الزيف والضلال أم تتوازن بعض الدول الكبري فى مواقفها لتمنح أهل غزة بعضًا من حقوقهم الواجبة علي المجتمع الدولي فى توفير الأمن ودخول المساعدات ووقف إطلاق النار دون شروط .

أسئلة كثيره تدور اليوم فى عقل أغلب أبناء عروبتنا ويبقى الرهان دائمًا على الإصطفاف خلف الراية والجيش ومواصلة الدعم والتضامن للأشقاء فى فلسطين مهما حدث، ثم أن ندعو الله كثيرًا لهم فما زال الدعاء يُغير الأقدار وتدابير البشر . اللهم أحفظ أقطار العروبة من الفتن والمكائد، اللهم أحفظ مصر وأرضها وشعبها وجيشها البطل .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى