المقالات

في رثاء (فنان) بدرجة (إنسان) وداعًا_ياسر

في رثاء (فنان) بدرجة (إنسان)
وداعًا_ياسر

بقلم : أمجد المصرى

فى رمضان كان الموعد ، ما أعظم أن تلقى ربك صائمًا مُصليًا . رحل عن دنيانا فجأة فجر الأحد الماضي الفنان ياسر الشرقاوى أحد نجوم الغناء المصرى الشبابي فى فترة نهاية الثمانينات وحتي بداية الألفية الثالثه وسط زهول كل من عرفوه، وكانما نسينا جميعًا لحظتها من وقع الصدمة أنَ الموت حق، وأن الدنيا هى دار إبتلاء مؤقت وليست دار بقاء أو خلود لأحد .

فى هدوء رحل فنان قدير بدرجة “إنسان” فكان وداعه فى مشهده الأخير يليق بقيمة الرجل فى قلوب محبيه، بعيدًا عن مظاهر الرياء والكذب . كان كل أحباءه هناك حتى ودعوه إلي مثواه الأخير، رغم الصيام والمطر (الذى عاد فجأة يوم وفاته) بعد طول إنقطاع كان الكل يرغب فى البقاء طويلاً بجانب القبر ليدعو له بالخير في شهر الرحمة والمغفرة والعتق من النار .

ياسر الشرقاوى حالة فريدة ومزيج رائع بين الفنان المُبدع صاحب الموهبه الأصيلة ورسالة الفن، وبين الإنسان المصرى البسيط طيب القلب، رقيق المشاعر، جميل الإبتسامة دائمًا . لا أذكر أنني طيلة علاقتي الشخصية به والتي أمتدت لأكثر من عشر سنوات قد رأيته يومًا عابس الوجه، لم يسقط ابدًا فى فخ الغرور، أو عشق المادة، او نكران الجميل لمن ساعده يومًا، كان دائمًا موجود في أي مناسبة للخير يشارك بفنه وبما يقدر عليه من أجل اسعاد الآخرين .

فى مدينتنا الساحره مهد الفن والجمال عرفناه جيدًا مثلما نعرف بعضنا في مجالات الفن والفكر والسياسة والرياضة وغيرها، رجل منحه الله نعمة حب الناس له ولحضوره الثرى أينما حل دون أن يثير يومًا مشكلة أو يقال عليه ولو بالكذب ما يشين، ما أعظم أن يكون حضورك مرغوبًا فيه، وما أربح التجارة حين تشترى حب الناس فيكون لك طيب الأثر في حياتك وحين ترحل .

رحم الله فقيد الأسكندرية المبدع طيب الخلق ولا نزكيه علي الله فهو به أدرى وأعلَم، ولكن نرجوه أن يتغمده برحمته ومغفرته في أطيب أيام وشهور العام ، وداعًا ياسر وليبارك الله في ذريتك، ولتظل في قلوبنا دائمًا جميلًا بما قدمت من عطاء وحب وذكرى لن تضيع ابدًا … إنا لله وإنا إليه راجعون .
Yasser El Sharkawy . Akram El Sharkawy . Adhäm Ěl ßhärķäwý

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى