اتبع اسلوب حياة صحي بعيدا عن الامراض النفس جسدية
بقلم/رانيا ابوالعلا
هل فكرت يوما عن الرابط العجيب بين التغذية الخاطئة وبين الامراض النفس جسدية؟
نتحدث اليوم عن السكر ومقاومة الإنسولين، حيث تعتمد خلايا الجسم على الطاقة التي نحصل عليها من الطعام، و داخل جسمنا عضو مهم اسمه البنكرياس وهو المسؤول بإنتاج هرمون الإنسولين ويُعد الإنسولين هو الهرمون الأساسي المسؤول عن إدخال الجلوكوز إلى الخلايا لاستخدامه كمصدر للطاقة الحيوية للجسم .
عند حدوث مقاومة للإنسولين، تصبح الخلايا أقل قدرة على الاستجابة للإنسولين بشكل طبيعي، مما يؤدي إلى بقاء الجلوكوز في الدم بمستويات مرتفعة، وقد يتطور الأمر إلى الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني.
أسباب مقاومة الإنسولين:
هناك عدة أسباب تؤدي إلى مقاومة الإنسولين، منها:
• عوامل وراثية: حيث تلعب الجينات دورًا في زيادة القابلية للإصابة بمقاومة الإنسولين.
• نمط الحياة غير الصحي: مثل تناول غذاء غني بالدهون والسكريات مع قلة النشاط البدني.
• زيادة الوزن والسمنة: خصوصًا تراكم الدهون في منطقة البطن، مما يزيد من الالتهابات ويضعف استجابة الجسم للإنسولين.
عوامل إضافية:
• تقدم العمر.
• العوامل النفسية والضغوطات المستمرة.
الوقاية من مقاومة الإنسولين تبدأ بالحفاظ على وزن صحي، وممارسة النشاط البدني بانتظام، واتباع نظام غذائي متوازن غني بالخضروات والألياف، مع التقليل من السكريات والدهون الضارة.
تأثير العوامل النفسية على مقاومة الإنسولين
وبما انه مرض يُصنف من الأمراض المُزمنة، حيث تعتبر العوامل النفسية من أهم عوامل تفاقم المرض أو حتى التسبب في ظهوره.
وهو ايضا يصنف من الأمراض النفس جسدية (Psychosomatic Disorders)،
بمعني امراض جسدية لها عوامل نفسية،
عن طريق الاتصال بين المعدة والدماغ هناك ما يسمى بـ “محور الأمعاء-الدماغ” (Gut-Brain Axis)، وهو مسار اتصال عصبي وهرموني بين الجهاز الهضمي والدماغ.
مما يتسبب في كثير من الأمراض الأخري منها القولون العصبي.
طريقة تعامل أجسامنا مع الضغوطات:
عندما يتعرض الجسم لصدمة أو خوف أو توتر شديد، تحدث عملية تُسمى “استجابة التوتر والضغط” (Stress Response).
في هذه الحالة يتم إفراز العديد من الهرمونات (مثل الأدرينالين والكورتيزول) مما يؤدي إلى رفع ضربات القلب وزيادة تدفق الدم.
ما يحدث أيضًا أن الكورتيزول يعمل على تقليل حساسية الخلايا للإنسولين ويزيد من مستوى الجلوكوز في الدم (يُفرَز من الكبد)، وبالتالي تحدث مقاومة للإنسولين.
ومع زيادة التوتر والقلق:
• يفرز الجسم مزيدًا من الكورتيزول.
• يحدث اضطراب في إفراز هرمون السعادة (السيروتونين).
• يضعف التحكم العصبي ويزيد الشعور بالحزن والضغط النفسي مما قد يؤدي إلي بعض الاضطرابات النفسية.
دورة حياة الضغط النفسي وتأثيره:
• كلما مررت بيوم مليء بالتوتر، يحدث خلل هرموني يزيد من مقاومة الإنسولين.
• تتفاقم المشكلة مع تكرار الضغوط اليومية.
• مع زيادة التوتر، قد يدخل الشخص في حالة من الأكل العاطفي (Emotional Eating)، مما يؤدي إلى تناول كميات أكبر من الطعام غير الصحي وبالتالي تفاقم الحالة أكثر.
وعندما تصبح بالفعل مريض السكري، يمكن أن يسبب لك صدمات جديدة بسبب التوتر والقلق من مضاعفات السكر (مثل هبوط او ارتفاع السكر أو القدم السكري)، أو من مشاكل حياتية اخري. و للأسف تفضل تلف في نفس ذات الدائرة المغلقة.”
“بدأت الحكاية بتغذيةٍ خاطئة، أدت إلى أمراضٍ مزمنة تُصنَّف ضمن الأمراض النفس جسدية، ومع ازدياد التوتر والتعرض للصدمات النفسية، أصبحنا نواجه مشكلات نحن في غنى عنها. كل ما نحتاج إليه هو اتباع نظام حياة صحي لحماية أنفسنا من الأمراض الجسدية والنفسية.”
وفي المقال القادم اقدم لكم بعض الحلول غير الدوائية.
“حفظكم الله ورعاكم”.
