المقالات

الكركم.. المعجزة التي غابت عن رف المطبخ!

الكركم.. المعجزة التي غابت عن رف المطبخ!

 

بقلم: إسلام المنحلي

 

منذ آلاف السنين، عُرف الكركم بلونه الذهبي المميز ونكهته الفريدة، لكن قيمته الحقيقية تتجاوز كونه مجرد بهار. فالثقافات القديمة أطلقت عليه لقب “العشبة التي تشفي الجسم كله”، واليوم تؤكد الأبحاث الحديثة – بعد أكثر من 4000 عام من استخدامه – أن هذا اللقب لم يكن مبالغة.

 

الكركم: صيدلية طبيعية في ملعقة صغيرة

 

الكركم يحتوي على مادة فعالة تُعرف باسم الكركمين، وهي المسؤولة عن معظم فوائده الصحية. وتبيّن الدراسات أن هذه المادة تمتلك خصائص مضادة للالتهاب، ومضادة للأكسدة، ومقوية للمناعة، مما يجعل الكركم علاجًا مساعدًا للعديد من الأمراض، منها:

 

التهابات وألم المفاصل.

 

الاكتئاب وألزهايمر.

 

اضطرابات الجهاز الهضمي مثل الإمساك والانتفاخ وقرح المعدة.

 

أمراض الكبد والمرارة.

 

ارتفاع السكر والكوليسترول.

 

ضعف الدورة الدموية والجلطات.

 

مشاكل البشرة والجلد.

 

فوائده للجهاز الهضمي

 

منذ القدم استخدم اليونانيون الكركم لتحسين الهضم وتقليل الغازات، بينما اعتمد عليه الطب الصيني لعلاج آلام البطن.

وقد أثبتت الأبحاث الحديثة أنه يساعد في هضم الدهون وتحسين تدفق العصارة الصفراوية، كما يخفف من أعراض أمراض الأمعاء الالتهابية مثل كرونز والقولون التقرحي.

 

لعلاج التهابات المفاصل

 

في الطب الشعبي، كان الكركم يُستخدم دهانًا لتخفيف الألم، واليوم تؤكد الدراسات أنه مضاد قوي للالتهابات، وتأثيره قد يقترب من تأثير بعض المسكنات مثل “البروفين”.

يمكن تناول وصفة طبيعية مكونة من:

 

ملعقة صغيرة من زيت الزيتون أو جوز الهند.

 

ملعقتين صغيرتين من الكركم.

 

رشة فلفل أسود.

تُسخن المكونات قليلاً، ثم تُبرّد ويُكوَّن منها كرات صغيرة تُتناول يوميًا.

 

للمخ والمزاج

 

الكركمين يقلل إنتاج مادة الأميلويد التي تؤدي إلى تدمير خلايا الدماغ وتطور ألزهايمر، كما يساعد في إزالة تراكمها.

كما أنه يحسّن مستوى النواقل العصبية مثل الدوبامين والسيروتونين، مما يساهم في تحسين المزاج والتقليل من أعراض الاكتئاب.

 

للجهاز التنفسي

 

منذ 3000 عام استُخدم الكركم في علاج الحساسية والربو والتهابات الجيوب الأنفية والكحة.

الأبحاث الحديثة تؤكد أنه يقلل إنتاج المخاط، ويحسن وظائف الرئة، ويقلل الالتهابات.

 

للكبد والمرارة

 

الكركم يحفز إنتاج العصارة الصفراوية ويساعد على تفتيت حصوات المرارة، مما يحسّن عملية الهضم وامتصاص الدهون ويخفف الإمساك.

 

لصحة القلب

 

يعمل الكركم كمُسيل طبيعي للدم، ويحمي من الجلطات، ويحسّن تدفق الدم. كما يخفض مستوى السكر والكوليسترول، ويساعد في علاج الكبد الدهني وضبط ضغط الدم.

 

الوصفة الذهبية (Golden Milk)

 

للاستفادة القصوى من الكركم:

 

ملعقتان صغيرتان كركم.

 

ربع ملعقة فلفل أسود.

 

ملعقة زيت جوز الهند أو زبدة.

تُسخن المكونات وتُضاف إلى كوب نصفه ماء ونصفه حليب جوز الهند (أو ماء فقط)، ويمكن إضافة القرفة أو العرقسوس حسب الرغبة.

هذه الوصفة تعزز المناعة، وتحسن الهضم، وتساعد على نوم هادئ وعميق.

 

نصائح مهمة

 

الكركم آمن مع الاستخدام المنتظم، ولا توجد مدة محددة لتناوله.

 

يُفضّل استخدام الكركم الطازج بدلًا من المطحون.

 

يجب تناوله مع مادة دهنية وفلفل أسود لتحسين امتصاص الكركمين.

 

لمرضى السكر أو من يتناولون أدوية سيولة الدم، يُنصح بمتابعة الطبيب لتعديل الجرعات عند الحاجة.

 

في الختام:

الكركم ليس مجرد توابل على رف المطبخ، بل هو كنز طبي طبيعي أعاد العلم اكتشافه من جديد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى