خواطر

تخيُّل العودة للماضي 

تخيُّل العودة للماضي 

 

خلود ايمن

ماذا لو كان كل ما يحدث مجرد خيال ، صورة ذهنية ترسمها بعقلك وسوف ترحل فور يقظتك ؟ ، ماذا لو كان بإمكانك محو تلك الأحداث التي أثَّرت فيك بالسَلب ، الرجوع للماضي والتشبث بكل مَنْ رحل سواء بقصد أو بدون عَمد ، توثيق تلك الأيام التي انقضَت بسعادة ، إبادة تلك الآلام التي شعرت بها وسرَت بجسدك وأَمرضَتك ؟ ، ماذا لو كنت قادراً على العودة للماضي والتوقُّف عند تلك اللحظات المُبهِجة التي أَدخَلت السعادة لقلبك حتى صار كطفل يتغنَّى ويرقص فرحاً وكأنه فاز بهدية ثمينة لطالما رغب فيها ؟ ، إلى أين أخذك خيالك وماذا تَوِد أنْ تكون الآن وإلى أين ترغب أنْ ترحل ؟ ، أبإبمكانك تغيير تلك المشاعر التي انتابتك فور وقوع أي حدث طارئ أو تقليصها أو التحكم فيها بعض الشيء من أجل تخفيف وطأة ذاك الحدث ؟ ، أَيُمكنك التوقف بالزمن عند تلك الأيام التي تمكَّنت فيها من النجاح وشعرت بانتصارٍ وفخر شديد تبعه ؟ ، كيف يمكن تخيُّل تلك الفكرة ؟ ، أَيُمكن تعديل مَسار بعض القرارات أو العدول عنها تماماً عقب تفكيرٍ عميق ؟ ، بِمَ شعرت الآن حينما فكَّرت في كل تلك الانطباعات التي جالت بذهنك عن ماضيك وكيفية تغييره إنْ رجع بك الزمن قليلاً ؟ ، أَيُمكن للواحد منا أنْ يُغيِّر بعض الأمور أم أنه سيختارها ذاتها بلا أي تبديل ؟ ، حيث وجدت بعد بحثٍ وتفكُّر عميق وتحليل دقيق أنَّ شخصية المرء تبقى كما هي مهما مرَّ الزمان فكل اختياراتها إنما تنبع من رغباته وتعتمد على نضجه وطريقه تفكيره في كل مرحلة ولو عاد كلُّ منا لماضيه لرجَّح نفس القرارات بلا أدنى شك فعقليته هي ما أملَت عليه بذاك الطريق الذي فضَّله والذي سيظل يُفضِّله ويُحبِّذ السير فيه مهما طال به الأجل ، فلا عليك أنْ تندم على ما اتخذت من قرارات وما اقترفت من أخطاء فهي ما وصَّلتك لما أنت عليه الآن ، فلْتَمضِ في طريقك وتَكُف عن تلك الأفكار الغريبة التي تراودك وتُعكِّر عليك صفو الحياة بأَسْرها وتجعلك نادماً على ماضيك بالكامل بحُلوه ومُرِّه راغباً في مَحوه وكأنه لا يخُصَّك أو يُشكِّل جزءاً من شخصيتك فلا تهنأ بحاضرك أو تُخطِّط لمستقبلك المشرق الذي ما زال في انتظارك …

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى