مهارات حل النزاعات الزوجية
بقلم/ رانيا ابوالعلا
اخصائي نفسي وإرشاد أسري وزواجي
تُعد مهارات حل النزاعات من العوامل الجوهرية التي تضمن استقرار العلاقة الزوجية وتحقيق التوافق بين الزوجين، إذ أن الصراعات والمشكلات جزء طبيعي من أي علاقة زوجية، ويكمن النجاح في القدرة على التعامل معها بطرق بنّاءة تقلل من تأثيرها السلبي على الصحة النفسية والعلاقة بين الطرفين. إلى أن الكثير من النزاعات الزوجية تنشأ نتيجة سوء التواصل، وقلة الوعي بالذات والآخر، وعدم القدرة على التعبير عن المشاعر والاحتياجات بطريقة واضحة، مما يؤدي إلى تراكم المشكلات وتصاعد التوتر بين الزوجين.
وتعتمد مهارات حل النزاعات على قدرة الزوجين على التعرف على أسباب الخلاف وفهم وجهة نظر الشريك دون إصدار أحكام مسبقة، والاستماع بانتباه لما يقوله الطرف الآخر، مع مراعاة مشاعره واحتياجاته. و أن استخدام أسلوب الحوار البناء يساعد على تحويل النزاع إلى فرصة للتفاهم وتحسين العلاقة، حيث يتم تبادل الآراء بشكل هادئ وموضوعي، والسعي للوصول إلى حلول وسط تلبي احتياجات الطرفين.
و مهارات حل النزاعات تشمل أيضًا القدرة على التحكم في الانفعالات، وإدارة الغضب والتوتر النفسي أثناء الصراع، وتجنب التصعيد العاطفي الذي قد يؤدي إلى أضرار طويلة الأمد للعلاقة الزوجية. كما أن التعرف على استراتيجيات التفاوض والتسوية يتيح للزوجين التوصل إلى قرارات مشتركة تحافظ على التوازن بين حقوق كل طرف واحتياجاته، مما يعزز التوافق ويقلل من احتمالية تكرار الصراعات.
ومن منظور الصحة النفسية، فإن تطبيق مهارات حل النزاعات يقلل من الضغوط النفسية الناتجة عن الخلافات، ويحد من تأثيرها على الجسم، ويقي من ظهور اضطرابات سيكوسوماتية مثل الصداع المزمن واضطرابات النوم وارتفاع ضغط الدم. كما أن هذه المهارات تسهم في تعزيز الدعم العاطفي بين الزوجين، وزيادة الشعور بالأمان النفسي، وبالتالي بناء بيئة زوجية مستقرة وسعيدة.
وبذلك، يتضح أن مهارات حل النزاعات الزوجية ليست مجرد أدوات لحل المشكلات المؤقتة، بل هي جزء أساسي من عملية مستمرة لتعزيز التوافق والتواصل الفعّال بين الزوجين، وتحقيق السعادة الزوجية والاستقرار الأسري، وهو ما يجعل الإرشاد الزواجي ضرورة أساسية لتعليم هذه المهارات وتطبيقها في الحياة اليومية.
