الصندوق الأسود لعقل الإنسان

الصندوق الأسود لعقل الإنسان
بقلم/رانيا ابوالعلا
الصندوق الأسود لعقل الإنسان يُعتبر بمثابة مخزن الأحداث الكامنة في عقولنا، وهو اللاوعي واللاشعور.
ومن خلال اللاوعي يستطيع جسم الإنسان أن يُعبّر عن مشاعر مدفونة وكامنة منذ زمن طويل، لكنها أثّرت فيه وفي تصرفاته في الوقت الحالي بسبب عدم مواجهتها في وقت حدوثها،
مثل ذكريات الطفولة المؤلمة، ومشاعر مكبوتة بالنفور أو الغضب أوالخوف، و منعنا أنفسنا من التعبير عنها.
أصبحت هذه المشاعر مكبوتة، وخرجت في شكل سلوكيات وقرارات وعلاقات غير سليمة. وتأثيرها ليس نفسيًا فقط، بل أيضًا جسديًا، على هيئة أوجاع جسدية غير معروفة السبب.
ومن هنا ممكن أن تحصل الاضطرابات النفسية، في حالة إذا كان الشخص عنده الاستعداد جينيًا من الوراثة أو من الهشاشة النفسية،
من خلال الصراعات بين الرغبات والاحتياجات وبين الضمير والعقل اللاواعي.
بعدها يبدأ العقل يستخدم آليات الدفاع النفسي، عن طريق:
أنه يكبت الحدث وينكره وكأنه لم يحدث بعد.
أو يعمل إسقاطًا، بأن ينسب مشاعره لمشاعر الآخرين.
أو يبرّر، ويخلق لنفسه سببًا منطقيًا للحدث.
أو النكوص، بأنه يتصرف تصرفات مرحلة عمرية سابقة.
وللأسف، كلما زادت الدفاعات، زاد الخلل النفسي.
والحل أن نفهم أنفسنا بشكل أعمق، ونداوي جروح الطفولة التي لم تُعالج، ونُحرّر مشاعر مكبوتة لم تخرج في وقتها لأي سبب كان.