خربشات صحفي الرجولة في الصحافة.. والمحصنون بعد المنصب!

خربشات صحفي
الرجولة في الصحافة.. والمحصنون بعد المنصب!
بقلم: أشرف الجبالي
الصحفي المهني، حين يحترم قلمه ومهنته، لا يهاجم مسؤولًا خرج من الخدمة، بل يملك الشجاعة ليواجهه وهو على رأس منصبه. فالصحافة ليست تصفية حسابات، بل هي مرآة للرأي العام، وظيفتها النقد والتحليل والمواجهة والتوجيه، لا التربّص ولا المجاملة.
وإذا بدأنا من الإسكندرية، حيث تولى الفريق أحمد خالد مسؤولية المحافظة، فإن البداية تبدو موفقة، ويعلّق المواطن السكندري آماله على أن تعود المدينة إلى سابق عهدها: عروسًا للبحر الأبيض المتوسط.
لكن هذا الحلم لا يمكن أن يتحقق إلا عبر تحوّل تدريجي من قائد ميداني إلى محافظ مدني، يجيد إدارة البشر والمؤسسات، ويتقن فن التوازن بين الحزم والمرونة.
ومن الإسكندرية إلى العاصمة، يطرح المواطن سؤالًا مشروعًا:
الجهات الرقابية تُراجع أوراق المتقدمين لوظيفة “خفير نظامي”، فهل تُراجع ملفات المرشحين لمناصب وزارية؟
سؤال مستفز لكنه واقعي، خاصة وأن كثيرًا من المسؤولين لدينا لا يُحاسبون، لا أثناء وجودهم في مناصبهم، ولا بعد خروجهم منها.
ففي المنصب، يُحصّنهم المقعد، وبعد الخروج، تحصّنهم مقولة: “اذكروا محاسن موتاكم”!
في بلدنا، يتم أحيانًا الاستعانة بـ”عم سباخ” و”خديجة المغربية” لحجز المناصب، كأننا نعيش في أجواء البيضة والحجر، لا في دولة مؤسسات تُدار بالكفاءة والخبرة.
أما في ميدان التعليم، فالوضع يثير الأسى، إذ تتغيّر الوزارات والأنظمة من “تابلت” إلى “بوكليت” إلى “بابل شيت”، وتبقى التسريبات، والنتيجة واحدة:
سقوط حر مستمر في مستوى التعليم.
من هنا، أؤمن أنه من الضروري أن يُلزم كل محافظ أو وزير بتقديم كشف حساب شفاف قبل مغادرة موقعه، يوضح فيه ما أنجزه وما لم يستطع، إلى جانب إقرار الذمة المالية، احترامًا للمال العام وتأكيدًا لنزاهة المنصب.
وفي محافظة الإسكندرية تحديدًا، ظهرت ظاهرة لافتة وغريبة: يتسابق “المطبلاتية” و”ماسحو الجوخ” و”لاعقو الأحذية” على تكريم المسؤولين من أول يوم!
قبل أن نرى أي إنجاز، تبدأ الدروع وشهادات التقدير في التسليم، كأن الإنجاز تحقق بالمصافحة والظهور الإعلامي!
وبين هذا وذاك، تتعاقب الحكومات، ويظل السؤال الحائر في كل بيت:
متى نؤمن امتحانات الثانوية العامة تأمينًا حقيقيًا؟
الحكومات الرشيدة، التي تحترم شعوبها، تستقيل طوعًا عند الفشل، في حال الإخفاق بتحقيق الوعود، أو مع تفاقم الأزمات الاقتصادية، الصحية، أو كوارث الطرق.
ختامًا، هذه ليست خربشات عابرة، بل صرخة في وجه الصمت، ومناشدة للعقلاء بأن نعيد للمسؤولية معناها، وللصحافة دورها.
وللحديث بقية…