المقالات

عيد الرسل عيد البذور التي أثمرت إيمانًا وحياة

عيد الرسل  عيد البذور التي أثمرت إيمانًا وحياة

 

ايڨيلين موريس تكتب 

 

احتفلت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية في صباح اليوم بعيد الرسل،وذلك بإقامة قداسي اللقان والقداس الإلهي تخليدًا منها لذكرى استشهاد القديسين بطرس وبولس، وتتويجًا لخدمة الرسل الأطهار الذين نادوا ببشارة الخلاص من أقاصي الأرض إلى أقاصيها وتذكيرا بعمل الروح القدس الذي بدأ ولن ينتهي في الكنيسة.

هو عيد لا يخص الرسل وحدهم، بل هو احتفال بجذور الكنيسة، بيوم الولادة الرسولية، وبالدم الذي سُكب ليصير كل مؤمن شريكًا في الكرازة والخدمة.

 

تبدأ صلاة العيد دائمًا بـ”لقان الرسل”، وهو طقس يحمل رمزية عميقة حيث غسل الأرجل كما فعل السيد المسيح لتلاميذه يوم خميس العهد، حيث تعلمنا الكنيسة أن الخدمة تبدأ من عند القدمين

فاللقان ليس فقط تذكارًا، بل هو دعوة متجددة للاتضاع، للخدمة، ولتطهير القلب قبل القدم، كي نستحق أن نكون رسلاً في عالم عطِش للحق والنور.

 

أما عن التلاميذ والرسل فقد اختار السيد المسيح تلاميذه من البسطاء والتائبين فكان منهم الصيادين مثل بطرس ،والعشّارين مثل متي ومنهم من كان مضطهد للكنيسة مثل بولس لكنهم صاروا أركان الكنيسة، وأبواق الروح القدس، وجنود النور في وجه ظلمة العالم. عاشوا الكلمة، ونقلوها، وسُفكت دماؤهم في سبيلها. فيهم نرى كيف يعمل الله بالضعفاء ليخزي الأقوياء، وبالجهّال ليبطل حكمة الحكماء.

ومن أبرزهم القديسان بطرس وبولس، اللذان نحتفل بذكرى استشهادهما اليوم،

بطرس الصخرة، أول من نطق بالإيمان جهارًا، وأول من أعلن بشارة المسيح للأمم.

وبولس، رسول الأمم، الذي جال العالم المعروف آنذاك ليزرع الإنجيل في القلوب والعقول، رغم القيود والسجون والجلد.

 

عيد الرسل هو تذكير أن كل مسيحي مدعو أن يكون “رسولًا” حيث وُضع في بيته، في عمله، في مجتمعه. أن يكون صوتًا للحق، ويدًا تخدم، وقلبًا يفيض بالمحبة، مهما كانت الظروف.

 

وفي طقس اللقان، نحن نُغسل لا لأننا اتّسخنا خارجيًا، بل لنتنقّى داخليًا. هو فعل اتضاع ومحبة، يعيد إلينا صورة المسيح الذي “لم يأتِ ليُخدَم بل ليَخدم ويَبذل نفسه فداءً عن كثيرين”.

 

في عيد الرسل، نُصلي أن نُشبههم في غيرتهم، ونستعير من دمائهم لون الإيمان الحقيقي. نطلب من الله أن يجعل كنيسته، بكل أعضائها، استمرارًا لكرازتهم، وامتدادًا لمجد ملكو

ته على الأرض.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى