غلبة المشاعر
غلبة المشاعر
خلود أيمن
من أشد المؤرقات أنْ تكون شخصاً عاطفياً تغلُب عليك المشاعر في كل مواقف الحياة لدرجة تجعلك غير قادر على حَسم الأمور أو اتخاذ قرار حازم مبني على تفكير راجح دون الميل نحو أي شعور قد يسيطر عليك حينها وقد تعاني كثيراً بفعل هذا الأمر ولكنه قد يُنقذك في مواقف أخرى لا مَحالة إنْ أحسنت استغلاله دون أنْ تدَعه يطغى عليك بلا تحكُّم منك ولو بالقدر الطفيف كي لا تدمِّر حياتك بيديك بفعل انجرافك وراء المشاعر أغلب الوقت وكأنك منساقٌ لاغ لدور العقل تماماً ، فخير الأمور الوسط حتى لا تتورط في أمور أنت في غنى عنها تماماً ولن تجد مَنْ ينتشلك منها بعدما غرقت بمَحض شعورك فيها ، فرُغم أن المشاعر الجياشة هي ما تميِّز بعض البشر في ظل تلك السِمات الذميمة التي يتحلى بها الآخرون إلا أنها قد تكون مصدراً للضرر إنْ تجاوزت الحد المطلوب وتنقلب نتيجتها للضد تماماً إنْ لم نُحجِّمها بالقدر المستطاع ، فكل أمور المرء تكمُن بيديه وقدرته على التصرف فيها كيفما يشاء دون أنْ يتمادى في منحها أكثر ممَّا تستحق سواء فيما يتعلَّق بالمشاعر أو في مُجمَل الحياة.