المقالات

مفهوم الحياة الصحية والتوازن بين التغذية والصحة النفسية

مفهوم الحياة الصحية والتوازن بين التغذية والصحة النفسية

 

بقلم/رانيا ابوالعلا

 

هل سألت نفسك يومًا عن مفهوم الحياة الصحية من وجهة نظرك؟

 

الحياة الصحية لا يقتصر مفهومها على الغذاء الصحي والرياضة فقط، ولكن الحياة الصحية لها أشكال عديدة ومختلفة.

التوازن بين التغذية والصحة النفسية

يبدأ من عاداتنا اليومية لخلق أسلوب حياة صحي (Lifestyle Medicine)، من خلال:

 

1- Nutrition (التغذية)

من خلال الأكل الصحي واختيار جودة ونوعية الطعام من خضروات وفواكه طازجة، ومدة الأكل، وكمية الأكل المحددة حسب الحالة.

لا تأكل حتى التخمة، قال الله تعالى: “كلوا واشربوا ولا تسرفوا”، واشرب الماء بكميات مناسبة حسب وزن الجسم، ولا تترك نفسك حتى تشعر بالعطش، فهذه الحالة قد يكون جسدك وصل فيها إلى مرحلة الجفاف، ومع التكرار سيعاني جسدك من أمراض أنت في غنى عنها.

وقال الله تعالى: “وجعلنا من الماء كل شيء حي”.

 

2- Physical Activity (النشاط البدني)

يجب القيام بأي نشاط بدني متمثل في التمارين الرياضية بجميع أنواعها؛ من داخل الجيم، والسباحة، والتمارين المنزلية، أو حتى المشي، حسب القدرة البدنية.

 

3- Stress (الضغط العصبي)

كل ما تحتاجه هو البعد عن الأحقاد، وتتبع الآخرين، ومجالس النميمة والغيبة، وسباقات المقارنات بمن هو أفضل منك لكي تتقدمه وتسبقه، وحالة التفكير الزائد في كل ما يحدث وما سيحدث وما حدث، لأن كل هذه الممارسات تجعلك دائمًا في حالة من الضغط العصبي المستمر.

يجب عليك البعد عن الضغط العصبي، وعمل تمارين Relaxation للحد من التوتر والقلق، لما يسببه من أضرار صحية جسيمة.

 

4- Relationship (العلاقات)

لابد من تحسين جودة علاقاتنا، بدايةً من العلاقة الروحية، أي علاقتنا بربنا: الصلاة، والصيام، والزكاة، والتأمل في نعم الله التي منحنا إياها، وعمل الخير بحب وحفاوة.

ثانيًا: جودة علاقاتنا مع الأشخاص المحيطين بنا. من الضروري أن نختار بعناية دائرة أصدقائنا، وكل من نتعامل معهم يشبهون أخلاقنا ومبادئنا، قادرين على فهم لغة بعضنا البعض، وحتى في اختلافاتنا قادرين على تفهم وجهة نظر الآخر.

والبعد كل البعد عن الأشخاص المرهقين الذين لا يتقبلون اختلاف وجهات النظر، ومن يجبرك على التبرير بشكل دائم، ومن يرى نفسه على صواب دائمًا ولا يخطئ أبدًا، والبعد عن من يستنزفك، وعن مصاصي الطاقة، وكل شخص Toxic.

 

5- Sleep (النوم)

من المهم جدًا النوم مبكرًا وبشكل كافٍ، ما يتراوح من ست إلى ثماني ساعات من النوم العميق.

النوم له أهمية كبيرة في تعزيز جهاز المناعة، والحماية من الأمراض، وتقوية الجهاز العصبي، مما يساعد على التركيز، والتفكير السليم، وزيادة الإنتاجية، وتحسين الحالة النفسية.

النوم المنتظم يساعد في ضبط ضغط الدم، والحماية من السكتات الدماغية وأمراض القلب.

النوم المنتظم أيضًا ينظم إفراز الهرمونات مثل هرمون الكورتيزول وهرمون النمو

(Cortisol hormone, Growth hormone).

وقال الله تعالى: “وجعلنا الليل لباسًا، وجعلنا النهار معاشًا”.

 

ستظل القوانين الربانية غير قابلة للنقاش.

 

6- Substances (مواد اعتمادية أو إدمانية)

لا يقتصر الإدمان والاعتمادية فقط على المواد المخدرة والكحوليات، والتي يجب طبعًا الإقلاع عنها في أسرع وقت، لأنها تدمر حياتك وعلاقاتك للأبد؛ فمن يتعاطون هذه المواد، فهم يحكمون على أنفسهم بالموت البطيء.

ولكن هناك مواد أخرى إدمانية، مثل من يحتاجون إلى فنجان القهوة في الصباح الباكر على معدة فارغة، لأنهم لا يتصورون أن يبدأ يومهم كما يجب أن يكون بدون هذا الفنجان. مع بداية اليوم، إن لم يتناولوه، يتعكر مزاجهم ولا يستطيعون إنجاز أي شيء.

وهذا مثال بسيط من ضمن أمثلة كثيرة.

الخلاصة: لا تجعل يومك يكون متوقفًا على مواد أو أشياء أو حتى أشخاص. لا تدمن على شيء أو أحد. كن صاحب إرادة قوية وقوة شخصية،

واعلم أن:

 

قوة شخصيتك هي الفيتامين الذي يقوي إرادتك.

 

كل شخص قد يختار حياته حسب طريقة تفكيره وعقليته (Mindset).

الحياة الصحية لا تحتاج سوى تحديد أولويات وطريقة تفكير سليمة. ستحظى حينها بالبدء في اتباع عادات يومية صحية، ومن المهم أن تجعل نفسك في مقدمة أولوياتك، تتحسن للأفضل لنفسك التي تحبها وتحب أن تراها في أحسن صورة.

ويكون أسلوب حياة، وليس وقتًا محددًا لإرضاء أشخاص مثلًا.

لابد أن يكون التغيير نابعًا من داخلك وعن اقتناع تام، لكي تستطيع أن تستمر وتستمتع بالعيش في هذه الحياة الصحية الرائعة.

اخرج من سَيطرة التعلق والإدمان، عليك أن تكون حرًا.

أثبتت الدراسات الحديثة أن العلاقة بين التغذية والصحة النفسية علاقة طردية، وطريقة حساب السعرات المتبعة في دراسة التغذية عفا عليها الزمن، وحل محلها Health Coach.

وأصبح السر في:

(Mind set) طريقة تفكيرك،

( value)القيمة

اختيار قيمة الحياة التي تستحق أن تعيشها.

ابدأ خطة سريعة للتغيير، قد فات ما فات، لا يهم أن تصل متأخرًا، المهم أنك تصل.

 

(ابدأ من أجل نفسك فهي حقا تستحق).

 

وللحديث بقية في الجزء الثاني من المقال، لما تسببه التغذية الخاطئة من أمراض متعلقة بالصحة النفسية.

 

دمتم أصحاء متعافين بإذن الله.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى