عالم إفتراضى وجرائم حقيقية الخطف الرقمي: جريمة العصر الرقمي.

عالم إفتراضى وجرائم حقيقية
الخطف الرقمي: جريمة العصر الرقمي. كتبت /د ايمان احمد
في عصرٍ باتت فيه الحياة اليومية ترتبط ارتباطاً وثيقاً بالتكنولوجيا، ظهرت جرائم جديدة تتجاوز حدود العالم الواقعي، من أبرزها ما يُعرف بـ”الخطف الرقمي” أو “الاختطاف السيبراني” (Cyber Kidnapping)، وهو نوع جديد من الابتزاز الرقمي، يهدد الأفراد والمؤسسات على حد سواء.
الخطف الرقمي لا يعني اختطاف الأشخاص جسدياً، بل يتجسد في السيطرة على بيانات حساسة، أو تهديد الضحايا بنشر صور ومعلومات شخصية ما لم يتم دفع فدية، وفي بعض الحالات، يُجبر الضحية على الانقطاع عن التواصل مع العالم لإقناع أهله بأنه مختطف فعلياً.
وتقول الخبيرة في الأمن السيبراني، د. ريم العلي: “الخطف الرقمي تطوّر من مجرد هجمات فدية (Ransomware) إلى سيناريوهات معقدة تشمل خداع الأسرة والشرطة باستخدام الذكاء الاصطناعي والصوتيات المزيفة.”
ويعتمد المجرمون على وسائل متعددة، منها اختراق الحسابات الإلكترونية، أو استخدام الهندسة الاجتماعية لخداع الضحايا، وصولاً إلى تقنيات الذكاء الاصطناعي لتزوير الصوت أو الصورة. ومن ثم، يبدأ الابتزاز المالي، إما مباشرة من الضحية أو من ذويها.
ففي يناير الماضي، شهدت إحدى المحافظات حالة خطف رقمي لطالبة جامعية، حيث تلقت عائلتها مكالمة تحتوي على تسجيل صوتي مزيف لها تطلب المساعدة، بينما كانت الفتاة معزولة تماماً عن العالم تحت تهديد إلكتروني. لم يُكتشف التلاعب إلا بعد تدخل الأجهزة المختصة.
فالخبراء يؤكدون أن الوقاية تبدأ من التوعية، واستخدام وسائل الحماية مثل التحقق الثنائي، وعدم مشاركة المعلومات الحساسة عبر الإنترنت. كما تُطالب المؤسسات الأمنية بتشديد العقوبات وتطوير قدراتها لمواكبة هذا النوع من الجرائم.
ويبقى الخطف الرقمي وجهاً مظلماً للتطور التكنولوجي، يفرض تحديات قانونية وأمنية جديدة. وبينما تستمر التكنولوجيا بالتقدم، يجب أن تتطور معها أدوات الحماية والتشريعات، حتى لا يتحول الفضاء الرقمي إلى ساحة مفتوحة للجريمة.