ترميم الرميم

ترميم الرميم
بقلم/رانيا ابوالعلا
كيف تعيد بناء نفسك من جديد؟
و تذكر قول الله تعالي:
“إن الله لا يغير ما بقوم حتي يغيروا ما بأنفسهم”
أحيانًا نشعر أننا قد تحطمنا بسبب تجارب الحياة، وكأننا لم نعد نملك القوة للمضي قدمًا. لكن الحقيقة هي أن الإنسان قادر دائمًا على النهوض، تمامًا كما يُمكن ترميم البناء القديم ليصبح أجمل وأقوى. فكرة “ترميم الرميم” تعني إصلاح ما تهدّم داخلنا، وإعادة بناء أنفسنا من جديد، مهما كانت الصعوبات التي مررنا بها.
أول خطوة في هذه الرحلة هي التحرر من الماضي. لا يمكننا تغييره أو العودة إليه، لذلك لا فائدة من البقاء أسرى للندم أو الحزن. بدلاً من ذلك، يمكننا أن نأخذ منه الدروس والعِبر التي تساعدنا على أن نصبح أقوى. سامح نفسك على الأخطاء، وانظر إلى كل تجربة مررت بها على أنها جزء من رحلتك نحو الأفضل.
التغيير لا يأتي من الخارج، بل يبدأ من الداخل. إذا كنت تريد حياة جديدة، عليك أن تغير طريقة تفكيرك أولًا. الأفكار السلبية والمخاوف قد تعيقك، لكن يمكنك استبدالها بأفكار إيجابية تدفعك للأمام. لا تنتظر أن تصبح الظروف مثالية، بل ابدأ بخطوات صغيرة الآن، حتى لو كانت بسيطة، فالمهم هو أن تستمر في التحرك نحو الأفضل.
لكي تحقق التغيير، عليك أن تعرف ماذا تريد. حدد أهدافك بوضوح، حتى لو كانت صغيرة، لأن وجود هدف يساعدك على الاستمرار وعدم الشعور بالضياع. لا تخف من تقسيم الأهداف الكبيرة إلى مهام صغيرة، فهذا يسهل عليك تحقيقها واحدة تلو الأخرى.
الخوف قد يكون أكبر عائق أمام التغيير، لكنه لا يجب أن يمنعك من التقدم. لا بأس أن تشعر بالخوف، فهذا أمر طبيعي، لكن الأهم هو ألا تسمح له بإيقافك. واجه مخاوفك بشجاعة، فكل مرة تتجاوز فيها خوفك، تصبح أقوى وأكثر ثقة بنفسك.
الحاضر هو الشيء الوحيد الذي يمكنك التحكم فيه، لذا لا تضيّع وقتك في التفكير بالماضي أو القلق بشأن المستقبل. عش يومك بكل تفاصيله، واستمتع بالأشياء البسيطة من حولك. عندما تركز على الحاضر، ستجد أن الحياة مليئة بالفرص الجميلة التي كنت تغفل عنها.
كن ممتنًا لما لديك، حتى لو كان بسيطًا. الامتنان يجعلك ترى الجمال في حياتك، ويمنحك شعورًا بالرضا والسعادة. حاول يوميًا أن تتذكر الأشياء الجيدة التي تمتلكها، فذلك سيساعدك على بناء نظرة إيجابية للحياة.
لا تتوقف عن التعلم، فكل تجربة تمر بها تُضيف لك شيئًا جديدًا. سواء كان ذلك من خلال القراءة، أو الاستماع، أو التجربة، فالمعرفة هي التي تساعدك على التطور والتقدم. لا تخف من اكتشاف مجالات جديدة أو تجربة أمور لم تفعلها من قبل.
ولا تنسَ الاهتمام بجانبك الروحي، لأن السلام الداخلي هو أساس التوازن في الحياة. قد يكون ذلك من خلال الصلاة والعبادة، التأمل، أو أي شيء يجعلك تشعر بالطمأنينة والراحة.
وأخيرًا، أحِط نفسك بأشخاص إيجابيين يدعمونك ويشجعونك على أن تصبح أفضل. العلاقات الصحية تعطيك طاقة إيجابية، بينما العلاقات السامة تستنزفك وتمنعك من التقدم. اختر من يكونون مصدر إلهام لك، وابتعد عن من يعرقلونك أو يقللون من قيمتك.
ترميم نفسك لا يعني أنك بحاجة لأن تصبح شخصًا مختلفًا، بل يعني أن تعيد ترتيب أجزاءك الداخلية، أن تصلح ما تهدّم، وتبني نفسك من جديد بطريقة أقوى وأجمل. كل يوم هو فرصة جديدة، فلا تستسلم، وابدأ الآن في إعادة بناء ذاتك بخطوات بسيطة ولكن ثابتة.
ولا تنسي كلام رسولنا الكريم صل الله عليه وسلم
“احرص علي ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز”