خواطر

دوامة التفكير

دوامة التفكير

خلود. ايمن

إن أكبر معضلة قد تواجه المرء في حياته هي كثرة التفكير في كل الأمور الصغيرة والكبيرة حتى تضيق الحياة به وتتضاءل في عينيه ويُصيبه المُقت تجاه كل أمورها ويعتزل البشر مبرِّراً ذلك بالرغبة في إيجاد الهدوء في حين أن تلك العزلة تجلب إليه المزيد من الجَلبة والضجيج الذي يظل يفتك بعقله حتى يَغشى عليه فجأةً ، فلا تجعل التفكير يُعميك ، فكِّر ولكن بحدود وحاول أنْ تتخذ خطوات فعلية مبنية على ذاك التفكير الذي استغرقت فيه وقتاً طويلاً ، فيجب أنْ يكون قد وصَّلك لنتيجة ما تُمكِّنك من تحقيق أمر معين في حياتك وإلا فما الجدوى من كل هذا التفكير الذي أغرَقت نفسك فيه ، فعليك أنْ تتوقف عنه لبُرهة تلتقط فيها أنفاسك علَّك تخرج بفكرة محددة ترسم لك طريقاً ممهداً يحقِّق لك نجاحاً باهراً على أي صعيد كان ، فلا بد أنْ تمنح نفسك مهلة للتنفيذ كما أخذت وقتك في دوامة التفكير تلك ، فلكل شيء نتائج وإنْ لم تخرج بالنتيجة المرجوة فلتَكُف عن التفكير نهائياً ولتدَعْ الأمور تسير كما هو مُيسَّر لها فلن تكون أكثر درايةً بما يناسبك من خالقك ، فلقد حباك العقل من أجل العمل وليس من أجل إقحامه في تفكير عميق لا حد له أو رجاء منه فليس هذا دوره على الإطلاق ، فلتفكر بروية دون أنْ تنغمس في تفكير لا ينتهي بلا أي تطبيق لأي من تلك الأفكار التي ملأت ذهنك عن آخره فهي بذلك ستُشوِّشك وتُزيد حيرتك بلا وصول لحلٍ يُهدِّئ من روعك ويُغيِّر مسار حياتك كما رغبت تماماً …

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى