المقالات

القيادة التنفيذية واالإدارية تتطلب شخصيات ناضجة قادرة على العطاء وتقديم الأفضل بمجال عملها.


القيادة التنفيذية واالإدارية تتطلب شخصيات ناضجة قادرة على العطاء وتقديم الأفضل بمجال عملها.

 

فريد نجيب

 

كنت اتوقع بعد إعلان الرئيس عبدالفتاح السيسي الانطلاق نحو الجمهورية الجديدة أن يكون أصحاب القرار بالجهاز التنفيذي على قدر كبير من المسئولية والتدقيق في اختيار القيادات بالجهاز الإداري وفق معايير ومقومات تتناسب مع فكر ومنهج الجمهورية الجديدة بالدولة ولعل الأهم في هذا الموضوع هو تحديد الصورة المثلى لتلك الشخصية القيادية التي تنشدها بيئة العمل، والتي ربما لا يظهر أثرها الكبير في المقابلات الأولية التي لا تكشف عن كينونة هذا الموظف وبراعته في الأداء وقدرته على الانسجام مع بيئة العمل بصورة مثلى، فليست الشهادات مؤشراً على قوة الموظف، بل من يمتلك من مهارات حياتية وإدارية وقدرة على إدارة الذات وإدارة فريق العمل في مختلف المواقف، بالإضافة إلى اخلاقه العالية التي تمكنه وتؤهله ليتبوأ مكانة مرموقة في محيط من يعمل معهم.

 

فقد لاحظنا في الآونة الاخيرة فرض علينا شخصيات تتولى العمل القيادي لاتصلح نهائيا لا من قريب ولا من بعيد. وهؤلاء يعتقدون أن الكرسي يمتلكه لوحده ويعتزل المساحات الإدارية الأخرى التي تمثل الكيان المؤسسي، ويتصرف وكأن الدنيا يملكها وحده، فهو يتعامل وكأنه يتسيد الآفاق ويلغي مفاهيم العمل الجماعي الذث يفرز مزيد من الانسجام والتفاهم والإبداع في العمل وطبعا النتيجة لا نأخذ منهم سوى الاستعلاء على المواطنين ولهذا اصبحت الأجواء داخل جدران الجهاز التنفيذي أو الاداري مسممة.

 

نحن في أشد الاحتياج لمسئول تنفيذي أو خدمي بالمحليات أو التعليم أو الصحة أو الكهرباء أو اي قطاع حكومي أن يكون معطاء قادر على تحمّل المسئولية، يجيد التواصل ومحب لعمله، يمتلك الحلول والمبادرات تحمل أفكار إيجابية للتعامل مع المشاكل الحياتية اليومية التي تعترض طريق التنمية او تعرقل وصول الخدمة للمواطن مسئول قوي لا يهتز ولا يرتعب ولا يتأثر مع تغيرات الواقع ولا يشخصن المواقف، يعشق التحدي فلا يقبل دون القمة مكانة له، ويمد يده للجميع حتى يتحقق النجاح للكيان المؤسسي بالصورة المشرقة التي يتمناها، مثل هؤلاء لا يبتغي الا رضا الله أولاً وأخيراً، ويسعى لترك أجمل الأثر في محيط عمله، نوعية تخجل ان تحاسبه عن الأخطاء او السلبيات الصغيرة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى