Uncategorized

أنت سند روحك

أنت سند روحك

في هذا العالم المزدحم بالوجوه، والأصوات، والآمال المبعثرة، يبقى الثابت الوحيد هو أنت. قد تتقاطع طرقنا مع قلوب تحبنا، وأذرع تحتوينا، وأصوات تهمس لنا بالطمأنينة، ولكن الحقيقة التي لا مهرب منها هي أنك وحدك القادر على أن تكون السند الحقيقي لروحك.

أنت الذي تعرف حجم الألم الذي مررت به، وكم مرة خذلتك الحياة بينما كنت تتظاهر بالقوة. أنت وحدك الذي تدرك عمق الانكسار خلف ابتسامتك، وصدى الأمل الذي رفض أن يموت داخلك رغم كل العواصف.

أن تكون سندًا لروحك يعني أن تختار نفسك كل مرة يتوجب عليك الاختيار. أن تضم جراحك حين يتجاهلها الآخرون، أن تربت على قلبك حين ينسى الجميع أنك بحاجة للدفء.
أن تصدق أحلامك حين يشكك بها الجميع، وتنهض كلما أسقطتك الحياة، حتى وإن كنت تنهض بيدين مرتجفتين.

لا تنتظر أن ينتشلك أحد، ولا تعلق سكينتك الداخلية على مواعيد الآخرين. الحياة لا تعطي ضمانات دائمة بالوفاء، والأرواح تمر وتتقاطع، لكنها لا تبقى أبدًا إلا بقدر حاجتك لأن تبقى لنفسك أولًا.

حين تكون سند روحك، لن تخاف الوحدة، ولن ترتعب من الفقد. ستعرف أن في داخلك وطنًا لا يهدم، وركنًا لا يغادرك، وضوءًا لا ينطفئ مهما امتدت ليالي الحزن.

ثق أنك كافٍ. أنك تملك ما يكفي من الشجاعة لتكمل الطريق، وما يكفي من الحب لترمم نفسك، وما يكفي من الحكمة لتغفر لنفسك لحظات الضعف.

أنت سند روحك. فكن رفيقها الوفي، وصديقها الأمين، ولا تخذلها حين يتأخر العالم كله عنك.
د_إيمان_السرياقوسى

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى