التركيبة النفسية المنضبطة للمسئول التنفيذي تحول مواقع العمل لجنة إدارية، وملحمة لخدمة الناس.
التركيبة النفسية المنضبطة للمسئول التنفيذي تحول مواقع العمل لجنة إدارية، وملحمة لخدمة الناس.
فريد نجيب
هناك بعض المسئولين بعيدين عن واقع الحياة العامة للناس وعن مشاكل الناس والأكثر من ذلك بعيدين عن مهام وظيفتهم تجاه المجتمع فلايخرجون من مكاتبهم الا عندما يحدت كوارث وتنطلق استغاثات المواطن فيتحركوا بعد وصول الكارثة الي قمتها. وهؤلاء توهموا بأنهم جاءوا للمنصب ليس لخدمة المواطن وإنما خدمة مصالحهم الشخصية على حساب الوطن والمواطن، وبهذه الأساليب الخاطئة يتحول مواقع العمل إلى جحيم، طاردة لطالب الخدمة ويخرج متذمرا وغاضبا من سوء المعاملة، ظواهر إدارية خاطئة مازالت موجودة داخل المنظومة الإدارية والسبب الرئيسي يعود لتركيبة المسئول نفسه إن وصل لمرحلة يظن فيها أنه أكبر من المؤسسة، وأن المؤسسة يجب أن تخدم أهدافه الشخصية، لا أن يخدم هو أهدافها العامة.
من الضروري على كافة المسئولين والعاملين بالجهاز الحكومي أن يجعلوا نصب أعينهم لافتة مكتوب عليها “أنه خادم للوطن والمواطن”، للتذكرة أن يؤدوا هذه الخدمة بكل إخلاص وأن يتجردوا من جميع الأنانيات وأن تكون مصلحة المواطن والوطن فوق أي مصلحة شخصية ، إذ أننا لن نقبل الاعذار والتبريرات فكل منهما. تبريرات للهروب من خدمة المواطن.
في المقابل يوجد مسئولين مخلصين ومجتهدين ومثابرين، يؤمنون بأهداف عملهم، ويرون فيه أنه يمثل جزءا من المنظومة الشاملة للدولة، وعليه فإن النجاح فيه يمثل إسهاماً في بناء الجمهورية الجديدة، ومع الأسف أمثال هؤلاء «مهمشين»، لا يحظون بالتقدير اللازم، ولا يتحصلون على المعاملة الصحيحة، بالتالي شيئاً فشيئاً يُقتل فيهم الولاء المؤسسي، ورويداً رويداً يموت حماسهم، ويتحول موقع العمل لديهم إلى كابوس، يسعون للخروج منه بأسرع طريقة ممكنة. ولكن إذا حدث لهؤلاء تشجيع وتقدير من الممكن أن يتحول مواقع العمل إلى جنة إدارية، وملحمة لخدمة الناس.