دينى

حب الروح” أول رسالة ربانية

“حب الروح” أول رسالة ربانية

بقلم الشاعر/.عباس محمود عامر
“مصر”
حينما خلق الله آدم وحواء .. أنزل عليهما رسالة ربانية هي رسالة “حب الروح” .. سميت “حب الروح” لأن آدم وحواء من روح واحدة .. أنزلت هذه الرسالة الربانية عبر الروح من قبل كل الرسل .. لتظل أيقونة في القلب بين آدم وحواء لضمان استمرار الحياة .
هذه الرسالة نبيها آدم عليه السلام .. لا يوجد حتى الآن من يناقشها أو يبحثها أو يعلنها على الملأ كرسالة ربانية دينية ضمن الرسل التي نزلت على الأنبياء .. كل ما يعرفه عامة الناس أن الله سبحانه وتعالى خلق حواء من ضلع آدم الأيسر فقط وتزوجها .. لكن لم يفصح أحد عن الحب والعشق بين آدم وحواء الذي ترعرع على الكون كله..”حب الروح” إنه رسالة ربانية.. ودستور إلهي في الروح البشرية بمداد الإنسانية لذلك ينجذب الرجل للمرأة .. والمرأة تتعلق بالرجل بموجب هذا الدستور الروحي الإلهي دون أن يدري أحد كيف تم هذا التجاذب والتلاحم بين الرجل والمرأة ..
هذه الأيام نجد أن غياب العاطفة التي تنبع من حب الروح .. أدى إلي تفاقم الخلافات الأسرية بين الرجل والمرأة ..وامتلأت سجلات المحاكم بدعاوي الخلع والطلاق .. لأن غياب العاطفة كأنك تسقي أرضا جرداء دون بذور أو شتلات .. فالمرأة تمهد الأرض للزراعة والرجل بدوره يسقى هذه الأرض حتى تصبح أشجارا ليكون البيت جنة تثمر الحب والعطاء .. ومهما كانت المشاكل المادية والاجتماعية.. فإن حب الروح هو أساس تماسك العلاقة بين الرجل والمرأة ..
وأهم البنود التي ينص عليها الدستور الإلهي “حب الروح” ..أن هذا الحب يأتي في موعد غير محدد بل يحدده القدر فقط ..وحب الروح يبنى على الإنتماء والتواصل والتحاور والتعاطف والتراحم والمودة واحترام وجود الآخر في السر والعلن .. وبكل هذا يوجب الإخلاص بتبادل عطاء المشاعر الدفينة العميقة بين الطرفين .. والحفاظ على الأسرار التى تنشأ بينهما فلا يجوز لأي طرف إفشاء أسرار الآخر .. لأن إفشاء الأسرار من الكبائر التي حرمها الله .. كما لا يجوز للمحب أن يغيب عن المحبوب مهما كانت الأسباب إلا في فترة النعاس ويحق لأي منهما إيقاظ الآخر في أي وقت يشاء يحن له ..وبحب الروح يتقبل الرجل والمرأة كل الاختلافات وينهون كل الخلافات لأن حب الروح لا يعرف الخيانة .. والتضحية من أجل استمرار هذا الحب الروحي.
والصداقة بين الرجل والمرأة لا تمثل شيئا من حب الروح .. ماهي إلا علاقة اجتماعية سطحية تنبع من النفس لا الروح للتكيف النفسي بين الطرفين أساسها الثقة والمودة والتفاهم والإخلاص.. لكنها هذه الأيام تفتقد الصدق الذي هو أحد سماتها نظرا لتبادل المنافع والمصالح الشخصية وحب الذات .. وينهار قوامها تدريجيا ..لغياب الجدية وانعدم الثقة والإخلاص فتقل المودة .
يقول الشاعر أمرؤ القيس في معلقته الشهيرة: “أغرك مني أن حبك قاتلي/ وأنك مهما تأمرى القلب يفعل” .
كما قال أيضا الحب يتغذى على الحرمان والغياب وهو ضد التشبع ومتى تشبع الإنسان بدأ يتملل لذلك قال أمرؤ القيس: «وقبلتها تسعا وتسعين قبلة وواحدة أخرى وكنت على عجل» فقد كانت الأخيرة على عجل لأنه تشبع إلى درجة الملل..فالتجديد في تغيير أساليب التعايش مع الحب الروحي.. لا يجعل أي طرف يمل من الطرف الآخر
ويقول عنترة بن شداد أيضاً:
“سلا القلب عما كان يهوى ويطلبُ وأصبح لا يشكو ولا يتعتبُ
صحا بعد سكر وانتخى بعد ذلَّةٍ
وقلب الذي يهوى العلى يتقلبُ
إلى كم أُداري من تريدُ مذلَّتي وأبذل جهدي في رضاها وتغضبُ” .
لذلك أطالب الباحثين المختصين .. بحث رسالة “حب الروح” في دراسة بحثية دينية .. كأول رسالة ربانية والتي لم تحظ أي اهتمام ليس على المستوى الثقافي فقط بل على المستوى الديني أيضا .. لنشر روح العاطفة التي غابت عن مجتمعنا عند أغلب الأسر .
الشاعر.عباس محمود عامر
“مصر”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى