وما كان ربك نسيا
دعاء موسى
القهر شعور مؤلم لما تحس انك بتعمل حاجة مجبر بتعمل كل حاجة انت مش عايز تعملها لكنك مضطر ومجبر عليها عايش بالإكراه مغصوب على كل حاجة لكن بارادتك.
كل الناس بتتكلم عن قهر الرجال محدش بقى شاف قهر النساء خاصة الأمهات وقهر الأطفال خاصة اللي ليهم ظروف صحية خاصة.
اوقات كتير بنتمنى لو كنا رجالة او لو تكون حياتنا كلها كابوس ونصحى منه نلاقي نفسنا حد تاني.
صاحبة الحكايةالنهاردة بتقول اتجوزت صغيرة جدا كنت في ثانية ثانوي حبيت المدرس بتاعي وهو كمان المفروض انه حبني واتجوزنا ورغم اعتراض اهلي واني لسة صغيرة لكنهم وافقوا لما تلاقوني متمسكة بيه وسيبت دراستي واهتمت بيه اول سنة عدت حلوة اوي بعدين خلفت توأم وبدأت المشاكل بقى شايفني مقصرة معاه ومركزة مع ولادي بس وخلفت الطفل الثالث وعمري ما كنت افكر انه يخوني او يجرحني وعلى صغر سني كنت بحاول ارضيه ووافق بينه وبين وولادي علشان مبحسش اني مقصرة في حقه وفي يوم اتافاجأت بيه داخل وفي ايده صحبتي الانتيم يعزمني على فرحهم اه صحبتي دي تبقى بنت عمه اتصدمت وخدت ولادي ومشيت على بيت اهلي و أطلقت و أهلي كا نوا السند ليا كملت تعليمي وعملت مشروع صغير ونجحت جدا تعبت أوي في حياتي بس اهلي كانوا الظهر والسند ليا ولبناتي.
وفي يوم اتافاجأت بأهل طليقي جايين يزَرونا يشوفوا البنات بس طليقي مكانش معاهم وقالوا انهم عايزين البنات يعيشوا يتربوا في بيت اهلهم وسط عيلتهم اترعبت وقولت مستحيل ياخدوا بناتي مني.
اخو طليقي الارمل طلبني للزواج وأهلي وافقوا كنت خايفة خصوصا بعد ما عرفت ان طليقي اتجنن ومراته ماتت ومحدش عارف ايه حكايتهم.
صليت استخارة وربنا يسر الزواج واتزوجته وكان العوض عن كل اللي فات ولقيت لبناتي اب يعوضهم حرمانهم من ابوهم وبصونهم وولاده كمان بقول ولادي صحيح انا ما بقتش العيلة الضعيفة بتاعت زمان وبقت حد مختلف جوايا حاجة مكسورة لكن مخلياني أقوى.
انا بتحكي حكاية علشان البنات والستات يتعلموا ان اللي بيتكسر جوانا مش بيتصلح لكن وجعه بيخلينا أقوى والحياة مش لازم تقف عند حد لازم نكمل وننجح.
انا صحيت من الكابوس اللي كنت عايشة فيه وفخورة اني ست ناجحة وعندي حياة واسرة وربنا عوضني خير.
الاهل هما السند ومش معنى اني فشلت مرة اني اعيش مقهورة مكسورة ربنا بيجبر القلوب المتعلقة بيه.
حقيقي وما كان ربك نسيا.
