قصة

المكالمة الأخيرة

المكالمة الأخيرة

المكالمة الأخيرة
بقلم غادة شكري
الهاتف يرن
من؟؟؟؟
احيانا الاتصال يسبب فوضه أو ازعاج أوشيء مهم أو حدث ما لكن هل يسبب شيء آخر !!!!!
هنا سبب شيء غير متوقع
الهاتف رن عده رنات
وقام بالرد من معي
قالت: هل أنت فلان
قال: نعم من أنت
قالت : هل لي أن أتحدث معك
قال: نعم
وإنقطع الإتصال

كان يريد سماع صوتها لأنه تعلق به.
من قوة عذوبته حينما حدثها فى المرة الأولى.

لكن لم يستطع أن يحدثها المرة الثانية مجرد رنة، وانقطع الاتصال فترة طويلة .
كان كل ليله يتذكر صوتها فيغفو عليه،و على أمل أن يسمعه مرة ثانية .
مرت سنتين ولم يصل منها أى اتصال.
وفجأة رن الهاتف وهو فى عودته للبيت،

قال: ألو

فسمع صوتها وانهالت الدموع من عينيه.

قال : أنت ؟؟
قالت: أتتذكرني ؟؟
قال : نعم نعم لم أنس صوتك أبدا
وتلعثمت الكلمات فى فمه، يريد أن يقول مائة كلمة فى الثانية، قبل أن ينقطع الا تصال
وفجأة انقطع الاتصال،
وهو بسيارتة وسط الزحام والصراخات حوله. هيا تحرك تحرك .

ما هذا ! أين أنا من هؤلاء !
أغفوت وكنت أحلم!
هيا تحرك تحرك.

فتحرك ووصل إلى البيت، جلس يراجع المكالمة ورن على الهاتف ،
لم ترد مرات ومرات ولاجدوى
حزن حزنا شديد .
وقال : لماذا تعلقت بها أنا لا أسمع غير صوتها فقط .
فأحضر قلمه وورقته وبدأ يرسم فى وجهها لعله يتحدث لها ويسمع صوتها.
فعلقها أمامه لكى يراها دائما ويغفو عليها.
وفى ليلة من ذات الليالي أنقطعت الكهرباء،

كل ما يشعل الشمعةأمام وجهها هواء النافذة
يطفئها.
وإذا الباب يدق
فقال: من ؟؟
لا احد يرد وكررها من؟؟ من ؟؟
لا أحد يرد
ففتح الباب لم يجد أحد
قال : هل أنا جننت
دق ثانيا فكان مسرعا وفتح الباب وسمع صوتها أنا هنا .
قال : أنت أين ؟؟
أنا لم أرك .
تحرك وأسرع لحضور الشمعة فوجدها مضيئة
فأقشعر جسد ه وأخذها ليرها فلم ير شىء

يا إلهي ماذا يحدث !
انهمرت الدموع من عينه ولم ير النوم حتى الصباح
قال هل أنا مريض ؟
هل أذهب إلى الطبيب لكى يخبرني ماهذا!
وبالفعل ذهب وتحدث مع الطبيب
قال له الطبيب احيانا تحدث لنا خيالات من كثرة ارتباطنا بالأشياء
ولم يكن مرض هى مجرد خيالات فترة وتذهب .
فأعطاه الطبيب مهدىء ،
وقال له لاتحتاج لشىء آخر بل أسترح قليلا .
قال للطبيب أنا أتخيل لا لا أنا بالفعل سمعت صوتها ثلاث مرات كيف هذا!
فترك الطبيب وذهب إلى المنزل أعتقد أنها خيالات كما قال له الطبيب وأخذ المهدىء.
قربت عيناه على أن تغفو فرن الهاتف
قال : ألو وسمع صوتها فأنتفض من على سريره لا لا أنا أتخيل
قالت له :لا تتخيل أنا حقيقة وليست بخيال
صمت
فقالت : سأذهب الأن وأعاود الاتصال بك فى وقت لاحق
قال : لا لاتتركيني رجاء
قالت : لاتحزن حينما تريدني ستسمع صوتي
قال: انتظرى انتظرى وانقطع الاتصال
وهذه كانت آخر مكالمة.
وظل سنوات وسنوات ينتظر رن هاتفه
.ومات وهو جالس أمام صورتها التى رسمها

هل تعلقنا بالأشياء تجعلنا نتعلق بها أكثر ونعتقد أنها جزءا من واقعنا أم عقلنا يجعلنا نبتعد عن الواقع ونرسم بخيالانا حياة غير الحياة التي نعيشها

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى