المقالات

الحضارة المصرية القديمة والعروبة شقاق ام وفاق؟ الجزء الثاني 

الحضارة المصرية القديمة والعروبة شقاق ام وفاق؟ الجزء الثاني 

كتب : محمد الشويخ

تكلمت فى المقال السابق عن الاواصر والشواهد التاريخية التي تجمع بين تاريخ مصر وتاريخ جيرانها العرب وفى الواقع فان معاهد دراسة التاريخ فى الغرب تعتبر الشرق الادنى كله كوحدة جغرافية واحدة ويتكون من الوطن العربي بالإضافة الى تركيا وباكستان وايران وافغانستان وهى ثلاث ثقافات متصلة ومرتبطة بالعربية ارتباطا وثيقا ( التركية والفارسية والاوردية) .

ومرجع اهمية الشرق الادنى كوحدة كاملة لمصر انما يرجع الى وجود مفاتيح التجارة والموارد خارج حدود مصر على الخريطة فقناة السويس مرتبطة ارتباطا وثيقا بمضيق باب المندب في اليمن ومضيق هرمز في الخليج وأي توتر او مشاكل فى دائرة المضايق يؤثر على مصالح مصر بطريقة مباشرة.

كما ان منابع النيل عماد الاقتصاد المصري انما تأتى من حدود وتماس الاقليم مع المنابع والبحيرات ومواطن هطول الامطار وفى حالة فقدان التواصل مع الاقليم ( الوطن العربي ) يتحول ويصبح حاجز او عائق إضافي بين مصر وبين مصادر وموارد الماء تزداد معه صعوبة التدخل بكافة انواعه سيأسى / ثقافي / عسكري.

ولقد لوحظ نشاط الجماعات التى تختفى خلف دعوات المحلية والقطيعة مع المحيط العربي فى السنوات التالية لتفجر احداث ما يسمى بالربيع العربي وارتبطت تلك الدعوات بعدة مطالبات منها الغاء الحروف الابجدية العربية واستبدالها بالحروف اللاتينية او استخدام العامية وكان للكاتب سجال طويل فى دحض تلك الدعوات منذ ظهورها وفى الواقع فان تلك الدعوات لا تقل تطرفا وتهديدا للسلم الاجتماعي من الارهاب بصورته التقليدية وان ادعت تلك التيارات الحداثة ومواكبة العالم المحتضر .

ولقد لاحظنا في السنوات الاخيرة نشاط مكثف ومفاجئ فى دول الغرب لتشجيع الشذوذ والالحاد بالذات ودعم مادي وسيأسى فائق كما لو انه تم التحضير له من قبل على مدار عقود ولنا هنا ان نتسأل عن موقف دعاة الالتحاق الغرب بصورة كاملة والتبري من قيم العروبة والشرق عم موقفهم تجاه تلك القضتين بالذات ؟ غالبا الاجابة هى التهرب والمراوغة وعدم اعطاء رد صريح وواضح لان تلك القضتين هما باطن جميع دعاوى الانسلاخ من قيم الشرق المتوارثة والتي يمثل الوطن العربي قلبها ودرع الحفاظ عليها.

ان الانتماء للهوية العربية لا يعنى فقط التكلم باللسان العربي فالحلقات والثقافات المحيطة بالوطن العربي وهى الاوردية والفارسية والتركية تشترك في جزء من الهوية الشرقية في قيم احترام الاسرة والابوين والروحانيات وتجريم المثلية وموقع مصر فى قلب تلك الحلقات ولسانها عربي ولذا فانتمائها لمحيطها مزدوج لسانا وقيما ظاهرا وباطنا وهى ان كانت تعتز بتاريخها العظيم فجميع تلك القيم كانت ممثلة وحاضرة فى الحضارة المصرية القديمة باعتبارها حضارة شرقية ولذلك فان هوية مصر العربية ما هى الا صورة محدثة ومطورة لهوية مصر الشرقية الاصلية .

ان تلك الدعوات مقدر لها الفشل ولو بعد حين وان كنت اتمنى انتباه صانع القرار المصري تلك الدعوات الخبيثة فضعف القراءة وطغيان وسائل التواصل الاجتماعي الذى اتخذه هؤلاء منبرا يصدحون نفس فيه ليل نهار بدعواتهم عبر مئات الصفحات المشبوهة يشكل خطرا على عقليه ابناءنا والاجيال التالية التى ستحمل على عاتقها بناء مصر المستقبل .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى