Uncategorized

حرية الفرد

حرية الفرد                                                                             كتبت  /د سحر إبراهيم                                                الإنسان كائن إجتماعي ينشأ داخل الأسرة، والأسرة تحاط بعائلة كبيرة والسؤال هنا هل للفرد الحرية في أن يتمايز داخل تلك الأسرة ؟ العالم نورمان بوين في نظريته عن نظم العائلة، وضح لنا أن كل شخص يسعى للبحث عن ما يميزه ويفرده عن غيره، وللأسرة دور كبير وفعال في تنمية ذوات أطفالهم وتفردهم
حيث من الممكن أن تمنح الأسرة طفلها بعض
الاستقلالية، والحرية التي تمكنه من تميز ذاته، وتطويرها وتفردها
وعلى العكس، فهناك أسر قد تقوم بأسر أطفالها، ويضعونهم في ظلهم، دون أن يكون لهم أي استقلالية خاصة بهم، فينمو الطفل ويبلغ وهو منصهر داخل كيان الأسرة، دون أن يكون لشخصيته أي معالم محددة ودون أي استقلالية وتميز يجعله يستطيع يواجه المجتمع بإنفرادية فيتميز في كل ما يفعل
فالمساحة التي يعطيها الآباء لأبنائهم، هي عامل أساسي لنمو شخصيتهم المتميزة والمتفردة.
فإذا أعظينا أبنائنا مساحة من الحرية، كحرية الفكر مثلاً، واستماعنا لأرائهم وأفكارهم بكل احترام في أمور الحياة، فنحن نجنبهم سياسة القطيع، الأمر الذي معه يمكننا من خلق جيل يستطيع أن يفكر، وقادر على تحليل وإتخاذ القرارات، والتي يأخذها بموضوعية واستبصار.
وإذا كفلنا لهم حرية الاختيار كإختيار نوع التعليم الجامعي الذي يتناسب ومهاراتهم الشخصية، فنحن هنا ننشأ جيلاً يتعلم ويعمل بإتقان ما تعلمه، فيكون له دور متميز في تنمية نفسه والذي بالتالي سيساهم في تنمية مجتمعه، وليس فقط مجرد تخرج آلاف حملة المؤهلات العليا الذين لا يعملون بتخصصاتهم الجامعية، وإذا أعطيناهم حرية السفر مثلاً فنحن نمكنهم من الاستقلالية والإعتماد على النفس ليس هذا فقط، إنما بنيان الثقة بالنفس، ولا نرتعب من فقدانهم، لأن علاقة الإرتباط الوجداني أكبر من الأميال تبعدهم بالجسد عنا، فهؤلاء الأبناء المغتربين مهما يجولوا العالم بحثًا عن العلم، يبقى إنتمائهم الأول للأسرة المنشأ والوطن الأم، والنماذج في بلادنا كثيرة .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى