Uncategorized

تحت سماء واحدة

بقلم: رانده محمود 

ما ذنبى انى اعيش معكم
تحت سماء واحدة
ما عادت هذه السماء دافئة
ما عاد منظرها يوحى بالامان
حتى نجومها و نيازكها تائهه
ترمى فى اى مكان
شمسها نار ذائبة
تشوى الطيور و الاغصان

ولكن ما ذنب السماء؟
حائرة هى مثلنا بثقوبها السوداء
غاضبة ثائرة يعبث بها الجبناء
اهتز توازنها وراح هباء
ووجب العقاب و الكل سواء
لبست الشمس ثياب الحرب
جاهزة هى للضرب
يؤلمها ذلك الثقب
الذى اصاب السماء فى القلب
ستعيش الارض فى كرب
الارض التى خلقها الله للحب

رفعت الارض يدها للسماء
ونادت ما ذنبى اتحمل هذا البلاء؟
انا ايضا اعانى انظرى
انظرى ايتها السماء
انا ما عدت خضراء
اصبحت رمادية بلهاء
لم يرضى بى سكانى
بمرحى بألوانى
بضحكة صبيانى
كنت سأعطيهم ما الله اعطانى
لكنهم عبثوا بكيانى
غيروا عنوانى
ما ذنبى يذوب جليدى
وتغرق شطآنى
ما ذنبى ترتج ارجائى
بزلازل و براكين بصنع انسانى
ما ذنبى انى احمل فوقى
الكائن الذى آذانى

انا الانسان اعلن من هذا المكان
اعتذارى للارض و السماء
انحنى اسفا وندما
واتبرأ من هذا الإنسان
الذى ظن نفسه رب الأكوان
ظن انه قادر على كل الأشياء
ظن انه غير قابل للفناء
بكل القسوة والجبروت
قرر ان ما لا يفيده يموت
لا يشعر ابدا بالامتنان
ما ذنبى ان اعيش معه
تحت سماء واحدة
هذا الكائن ذو المشاعر المتبلدة
بهذه القلوب الجاحدة
يستحق العقاب

ما كنت اريد الا ان اعيش فى سلام
تظلنى سماء و سحاب
اعشق من حولى الماء والتراب
اصنع من كل البيوت شرنقة
وفى قلب الظلام
اتحول لفراشة محلقة
وراء كل الابواب المغلقة
قلوب بحب الكون معلقة
ساجدة لله الجباه
ما دمت اشارك هذه الحياة
اتمنى ان تعود الارض الشاردة
للدوران حول الجمال لمنتهاه
ونعيش بأمان تحت سماء واحدة

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى