أسرة و مجتمعالمقالات

كلام يهمك

كلام يهمك

بقلم / مادلين نبيل

“كلام يهمك

” التسويف والتأجيل ”

هي عادة تؤرق جدًا صاحبها وكذلك تؤرق كل أب وأم في التعامل مع أولادهم.

دائمًا ما نجد الطفل/ المراهق الذي يسوف أو يؤجل كثيرًا يُطلق عليه كثير من المسميات مثل : ( كسلان، ضعيف الأداء ، غير مسئول، أدائه أقل من المتوقع…) وهكذا

 

لذا ما نحتاجه دائمًا أن نفهم ونتعلم كيف نتعامل مع هؤلاء الأشخاص لكي نستطيع أن نواجه حالة التسويف التي تحدث عند كل إنسان سواء كبيرًا كان أو صغيرًا لكي نفهم أيضًا ما علاقتها بفرط الحركة وتشتت الانتباه.

وكما نعرف أن كل مخ منا يختلف عن مخ الآخر( في قوة الوظائف ) التي هي من صنع الله وأحد الدلائل علي عظمته في خلقه.

ومن ضمن هذه الوظائف وظيفة مسئولة عن التفكير في نتائج تصرفاتنا ، أي كيف نقف ونفكر ونخطط وأيضًا نتجاهل أي شئ يشتتنا لكي نستطيع تحقيق الإنجاز/ المهمة التي نريد تحقيقها.

وبالطبع قوة الوظيفة تختلف من إنسان لآخر ومن طفل لمراهق لكن هذه الوظيفة نستطيع تعلمها والتدريب عليها وتحسينها أيضًا عندما يتم التعامل معها بالشكل السليم .

لذا دائمًا نتسائل ما الذي يتسبب فى ضعفها ؟

ضبط النفس :-

عدم ضبط النفس دائمًا ما يتسبب فى ضعفها لذلك كثيرًا ما نجد أن الطفل / المراهق فرط الحركة وتشتت الانتباه عواطفه عالية جدًا لذا كثيرًا ما نفتقد لضبط النفس في التعامل معهم من كثرة ما يُلحق بنا من ضغوطات حياتية تجعلنا في حالة من العصبية دائمًا لذا نجد أن نسبة التسويف أو التأجيل تأخذ حجم كبير من سلوكنا وسلوك أولادنا .

لكي نفهم أكثر لابد أن نفهم ما يحدث وراء السلوك وهذا بدوره سيحدث فرق كبير معنا في ردود أفعالنا مع أولادنا كأباء وأمهات وكذلك يساعدنا على فهم ما يحدث بداخلنا ومع أنفسنا.

 

كل طفل / مراهق لديه ما يُسمي ” بالحوار الداخلي”وهو الكلام / الصورة التي يكونها في مخه عن نفسه من خلال ( الخبرات المختلفة / كلام وتوجيهات الآخرين ……) ومن هذه العبارات :-

” أنا مش ذكي كفاية …”

” أنا كسلان ومش بلحق أخلص ..”

” أنا مش بعرف أركز ..”

” أنا عندي مشاكل كتير وبتسبب في مشاكل كثيرة للآخرين..”

 

أي لديه مخاوف وأفكار تحرمه من بدء المهمة ..كأن يقول:-

 

” أنا ما زال أمامي ٣ أسابيع علي معاد الأمتحان..”

” أنا مُش هعمل الواجب دلوقتي ، لسه عندي وقت لحد بالليل”

” لو حصل وفشلت / منجحتش ، هيحصل إيه ..”

” لو عملت الحاجة وشخص نقدني / لم تعجب أصحابي / مُدرستي قالت أنها غير صحيحة..”

وبدلًا من أن يدفعه للعمل والإنجاز والنجاح يؤدي به للخوف والهروب والأنسحاب أكثر ..

 

وهذا يعني أن كلًا منا يحتاج أن يكون حريصًا جدًا في الرسائل التي يرسلها لأولاده ونعرف أن ( العقاب / الضرب / إصدار الأحكام ) يؤكد لهم هذه الأفكار التي يتصرفوا من خلالها وفي نفس الوقت علينا أن نفهم أن الجمل والحوارات التي تدور في عقولهم هي التي تسبب لهم التجنب / التأجيل.

 

الغضب والعدوانية والأعتراض والصوت المرتفع:-

ونقصد بها الأنفعالات التي تصدر من أولادنا عندما نطلب منهم إنجاز مهمة ما .

نجد دائمًا خلفها عاصفة من المشاعر التي لا يستطيعون أن يتعاملوا معها ولكي يتجنبوا الألم أكثر نجدهم يقوموا بمجهود عظيم ( أقصي ما عندهم) كي يتجنبوا أي عمل / مهمة تسبب لهم عدم الراحة أو تشعرهم بالفشل .

 

وهذا يعني :-

ان أسلوب الضغط والإجبار لم يعلمهم شئ بل علي العكس سوف يرهقهم أكثر ويجعل تركيزهم أكثر علي أن يهربوا من أي ضغوط ويشعرهم أنهم غير مفهومين مما يسبب لهم الأستمرارية والتكرار في التسويف والتأجيل.

 

إحساسهم دائمًا أن المهمة كبيرة :-

أي كثيرًا ما نجدهم يريدون أن ينتهوا من المهمة قبل ما يبدأوها ، وهذا يجعلهم يرددون لأنفسهم عبارات مثل ” أنا عمري ما هخلص ده / سوف تأخذ وقتًا كبيرًا / لدي أشياء أهم أو مسلية أكثر..) ( اهتمامتهم)

هذا التفكير يجعلهم ويجعلنا لا نبدأ المهمة أصلًا.

 

ما الحل ؟ وكيف نستطيع أن نساعدهم ونساعد أنفسنا ؟

 

أن نعطي الفرصة لأولادنا أن يخطئوا ، ونرفض المثالية التي تحرمنا من اللحظات الجميلة في حياتنا .

فمن حقنا نخطئ كي نفهم ونتعلم اكثر في كيفية إيجاد حلول وبدائل كي نتعلم من خلالها المقاومة والمسئولية.

 

أن ننسي كلام الأشخاص ورأيهم في أخطاء أولادنا لأنها تمثل أرائهم الشخصية وأن كل أب وأم لهم حق الأختيار .

 

الكلام والحوار مع أولادنا ومع أنفسنا أيضًا من خلال فهمنا ووعينا الحالي ، وليس من خلال المواعظ التي تجعلهم يملوا مننا ومن كلامنا.

 

يمكن أن نقول لهم :- ” محتاج تسأل نفسك ما هي أول خطوة يمكن أن أفعلها لكي أبدأ..)

ما أصعب جزء / خطوة في المهمة / الدرس …”

كيف نتغلب علي هذه المشكلات من وجهة نظرك ؟”

كيف يمكن تقسيمهم لخطوات بسيطة كي تكون أسهل عليك؟”

 

وهذا بالطبع يساعدهم كثيرًا في عمل أول خطوة وهي نفسها أصعب خطوة تسبب لهم التأجيل وفي نفس الوقت يدركوا الوقت تدريجيًا ويعرفون أن المهمة بالفعل كانت تحتاج إلى وقت وليس هناك وقت للتأجيل والجزء الصعب يمكن تحويله لخطوات بسيطة .

 

ان نعطي فرصة لأنفسنا للتأجيل ، أي التأجيل المبني على الوعي ، وعينا بأنفسنا وأفكارنا وعندما نشعر بالضغط أو الإرهاق الشديد نأخذ فترة راحة ونسأل أنفسنا:-

 

ما الذي اشعر به حاليًا..؟”

ماذا أحتاج…؟”

في هذا الوقت أستطيع عمل Restart لنفسي وسوف يكون لديَّ إيجابية للجديد وأعرف أن ما أحتاج إليه هو ( الصبر / الوقت / التدريب )

 

وأن لابد من تعليمهم أن ينظروا دائمًا علي خطواتهم وإنجازاتهم الصغيرة وأن يفرحوا بها ويتشجعوا حتي يستطيعون تحقيق أهدافهم الكبيرة .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى