شعر وادب

العرافة

بقلمي سحر ابوالعلا

لا أعلم من أخبر تلك العرافة بأنني لا أحب يوم الثلاثاء ولا الرقم ١٣ من أخبرها بأنني بطبعي متشائم أكره اللون الأسود وصوت الغراب وإن قابلت قط أسود في طريقي أظل انتظر حدوث شيء سيء في هذا اليوم، هي لم تقل لي عن هذه الأشياء نصا لكنها ؟
ذات يوم بينما كنت جالسا أمام الشاطئ كعادتي في يوم العطلة، وجدتها تقترب مني ثم جلست وقالت (توشوش الودع يا بيه)
رديت عليها امشي يا ست بلاش كلام فارغ
قالت جرب يا بيه ومش هتندم، طب اقولك اقرالك الفنجان
وكان فعلا قدامي فنجان القهوة لسة مخلصتهوش، شربت اخر الفنجان وادتها الفنجان الذي قلبته على الطبق ثم قالت لي… ارمي بياضك يا بيه
وضعت يدي في جيبي وأخرجت عشرة جنيهات واعطيتها لها
بصت للعشرة جنيه وقالت لي عشرة جنيه بس يا بيه ووضعتهم في كيس قماش معها ثم رفعت الفنجان في يدها ونظرت لي نظرة غريبة.
قلت لها… ايه شفتي عفريت في الفنجان ولا ايه
ردت.. لا يا بيه مشفتش عفريت
اومال ايه ما تقولي يلا شوفتي ايه
صمتت قليلاً ثم قالت
شايفة موت يا بيه
_ موت موت مين بقى
موتك يا بيه
_ انتي بتخرفي بتقولي يا ست انتي
مبخرفش يا بيه ده اللي بيقوله الفنجان هتموت في حادثة وهيكون يوم تلات
_يوم تلات
ايوة يا بيه بينك وبينه ٣ نقط يعني ٣ ايام ٣ اسابيع ٣ شهور او ٣ سنين
قالت الكلمتين دول وقامت لكن بعد ما قلبت حياتي لسواد وتفكير مبينتهيش، كنا يوم الجمعة يعني فاضل على التلات ٣ ايام يعني أنا ممكن اموت بعد ٣ ايام.
رجعت البيت وانا لا أرى امامى إلا سوادا حتى زوجتي تتحدث الي ولا ارد، أصبحت لا اكل ولا نوم لا شيء سوى التفكير في الموت وكلام العرافة.
في صباح الثلاثاء استيقظت على صوت زوجتي توقظني من أجل العمل مثل كل صباح
_ في ايه بتصحيني ليه
بصحيك عشان تروح شغلك
_مش رايح الزفت
مالك فيك ايه وزفت ايه اللي بتقول عليه انا اول مرة اسمعك بتقول على شغلك زفت ومش عاوز تروحه
_ قلت لك مش رايح مش رايح
خلاص خلاص براحتك بس انت اصلا متغير من كام يوم لا بتاكل ولا حتى بتنام ودايما سرحان فيك ايه مالك
_ مليش وياريت تبطلي اسألة وتعمليلي فنجان قهوة ولا اقولك لا لا متعمليش انا مش هشرب قهوة تاني
مر شهر وانا كل اسبوع يوم الثلاثاء مش بخرج من البيت وبيمر اليوم كأنه سنة بتفكير سيء متشائم لحد ما يعدي
في يوم في الشغل طلبني المدير وقالي إن الشركة قررت سفري لأحد فروعها في بلد آخر لمدة سنتين قابلة للتجديد
رفضت لكن بعد أن هددني المدير بالرفد من وظيفتي وافقت
وكان ميعاد السفر يوم الثلاثاء وكان موافق ١٣ في الشهر
قلت لنفسي ده يوم موتي لا محالة يوم تلات وكمان ١٣ وسفر وهركب طيارة يبقى دي نهايتي اكيد.
فكرت كتير اقدم استقالتي لكن قلت طب زوجتي هبرر لها استقالتي بإيه، طلبت مني زوجتي أنها تسافر معايا رفضت بحجة إني هسافر لوحدي اظبط اموري وبعد كدة ابعت لها
وقلت لنفسي اهو لو ما ابقى لوحدي وتبقى هي مع الأولاد.
جه يوم السفر وطول الليل قلقان من غير نوم وقبل ميعاد الطيارة بساعتين غصب عني نمت وراح عليا ميعاد الطيارة
وبعد ما صحيت لقتني بفتح الموبايل عشان اول خبر يقابلني هو سقوط الطائرة اللي من المفترض إني كنت هكون أحد ركابها وجه في بالي على طول العرافة وكلامها، وجه في بالي كمان ربنا ورحمته اللي اكبر من أي شيء، انا كنت ممكن فعلا اركب الطيارة واكون ميت دلوقتي بيدوروا على جثتي في قلب المحيط لكن من رحمة ربنا أنه خلاني انام في الوقت ده عشان تروح عليا الطيارة، ومن اللحظة بطلت اكون متشائم ومبقتش ببص للأشياء إلا من منظور واحد (قدر الله وماشاء الله فعل)
وفعلا كذب المنجمون وإن صدقوا أو وإن صدفوا.
تمت
#السلطانة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى