خاطرة وتذكرة وتبصرة للتذكير والتنوير الفرح والسعادة الحقيقية …

خاطرة وتذكرة وتبصرة للتذكير والتنوير
الفرح والسعادة الحقيقية كتب /د.ابراهيم الجمل
خلقنا الله لكي نسعد ونهنأ ونفرح بالحق لا لكي نحزن ونيأس ونكتئب بوساوس الشيطان وحزبه
. يفرح الإنسان بالشهوات سواء كانت مادية أو معنوية ولكن هل هذا الفرح بحق أم بغيره وهل هو فرح دائم أو لوقت قليل سوف ينتهي بانقضائها …
فالفرح بغير الحق مهما طال فهو قصير فأصحابه يفرحون قليلاً ولكن يبكون كثيرا. وقت الجزاء
كما كان الحال مع
. قارون
. والمخلفين من المنافقين خلاف رسول الله صلى الله عليه وسلم
. وفرح الخصوم للإسلام في زمن النبوة لكنه كان فرحا قليلاً
. كما فرح صاحب الجنة بجنته حتي أرسل عليها حسبانا من السماء بعد قليل
. وفرح المنذرون بالعذاب وقالوا جاء الغيث والمطر …ولكن كان عذاب اليم
. ويشبههم صنف من الناس لا يخلوا منهم زمان أو مكان
يحزن
إذا رأي غيره في خير ومرح وسعادة بالطاعة ونعم الله عليه
أولئك هو الحاسدون الحاقدون الأغبياء والحمقى والمغفلين …
فلا تلتفت إليهم
فإن من نعم الله عليك أن يصرفهم عنك وتهجرهم هجرا جميلا …
. كما أن هناك نوع من أبنائنا وبناتنا يفرح
. باللعب والمرح وضياع الوقت والعمر فيما لا فائدة فيه … فليحذروا فإنه الضياع للفرح والسعادة الحقيقية وهي تحقيق مراد الله من الصلاح والنجاح …
. ومنهم من يفرح بما يضر إخوانه أو بلاده أو وطنه فهو مأزور غير مأجور …
. ومنهم من يفرح بعمل الفساد والإفساد في الأرض وذلك بتفرقة البلاد وتقسيمها ونزول العذاب على النساء والأطفال في السودان أو غزة أو غيرهم أولئك هم من عليهم غضب الله ولعنة الله وملائكته والناس أجمعين .. وعاقبتهم غير محمودة
قال تعالى:
“إِذِ الْأَغْلَالُ فِي أَعْنَاقِهِمْ وَالسَّلَاسِلُ يُسْحَبُونَ”
“ذَلِكُم بِمَا كُنتُمْ تَفْرَحُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَبِمَا كُنتُمْ تَمْرَحُونَ” [غافر : 75]
ولكن الفرح الحقيقي الذي ينسيه الشيطان الرجيم لنا
وهو الفرح الذي يسكن الروح بديار الأفراح في الحياة الباقية الجنة ونعيمها …. …
. والفرح بالحق هو
أن تفرح وفق ما أراد الله وأمر به ، ويجعل ربك يرضى عنك ويدنيك ويقربك ويحبك سبحانه وتعالى …
. فالفرح بفضل الله وبرحمته
( قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ)
وهو الذي أذن الله به في الدنيا …
. فبنعم الله الباطنة والظاهرة عليك واجب أن تفرح وتشكره سبحانه عليها …
. افرح بأدائك الصلاة
. بقراءتك للقران وتعلمك للعلم النافع
. افرح بصدقتك في السر للمحتاجين والفقراء …
. افرح بنشر الخير والسلام والنماء بين الناس ….
. افرح بتوبتك وطاعتك لأبويك وبرك بهما …
. افرح بالمحافظة على تنفيذ وصية الله ورسوله في زوجك وأسرتك بالإنفاق عليهم وإدخال السرور عليهم بل ربما قد تفقد حياتك وأنت تجاهد من أجل الحفاظ على عرضهم وأنت سعيد فرحان …
. افرح وأسعد بتعلم دينك وتعلم العلم النافع والمحافظة على بلدك وتاريخها وحضارتها ووحدتها وأمنها ونعم الله عليها …
. افرح وأسعد بصحبة الأخيار وملازمة العلماء والطائعين ….
. اشبع روحك وقلبك بالفرح بذكر الله وتعظيمه وتعزير وتعظيم أنبيائه لا سيما حبيبه وخليله المصطفى صلى الله عليه وسلم …
. افرح بعمل الطاعات وجبر الخواطر والتفاني والإخلاص في العمل والاستعانة بالله سبحانه وتعالى
. والتذكره
هناك فن ومهارة لابد أن تتعلمها وهو كيف تدرب عقلك وقلبك وأهلك على كيف تفرح فرحا حقيقياً …
لأن القلب مجبول على السعاده والفرح ولكن هناك من يريد أن يحزنك من شياطين الإنس والجن
. بالحرص على الرزق أو العمر وهما مقسومان
. يحزنك بالندم على ما فات وهو لم يكن من نصيبك …
. يحزنك بالمقارنات وهي من سلوك الشيطان
. يحزنك بما أصابك وهو من قدر الله وفيه خير باطن لكنك لا تراه ..
. يحزنك بالشعور بالحاجة والنقص على الرغم من أنك مهما أعطيت من النعم فأنت تاركها فلماذا الحزن ؟!
. يحزنك بجعلك بالغم وعدم الرضا والقناعة ….
. يحزنك بأن يجعلك ترفض شرع الله وقدره فتتعصب وتغضب ويضيق صدرك فتنعزل وتسخط على الخلق …
. يحزنك بأن ينسيك أن الرزق منه سبحانه وتعالى والشرف بعطائه وبيده فتنشغل بغيره وتعض على يديك فوات رضاه وهو في الحقيقه أن من تنشغل به عن الله لا يملك لنفسه نفعا ولا ضرا …
قال تعالى: “مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ” “لِّكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ” [الحديد : 23]





