شعر وادب

ندم

سحر ابوالعلا
مشهد من داخل مصحة نفسية
في احدي جلساته، يقول
كنت دايما احسسها إني حاجة أعلى منها وانها من غيري ولا حاجة كنت دايما بتعمد أقلل منها، كنت دايما أقول لها انت بتعملي ايه يعني ولا حاجة قعدة في البيت لا شغلة ولا مشغلة، كنت بحسسها إني لو بعدت عنها مش هتعرف تعيش لأني انا اللي بصرف وانا اللي بتصرف في كل حاجة، لحد ما هي اللي تعبت وبعدت، بعدت ومن بعدها عرفت إني من غيرها ولا حاجة وان هي كانت كل حاجة، عرفت إن حياتي مكنتش حياة إلا بوجودها، دنيتي مكنش لها طعم الا بإضافة نكهتها المميزة فيها، عرفت لما بقيت اصحى من النوم الصبح متأخر ع شغلي ملقهاش جنبي وانا اللي عمري ما مضيت تأخير وهي معايا، بقيت بنزل الشغل من غير فطار وارجع الاقي البيت فاضي ملوش حس ولا معنى، عرفت إن صوتها العالي مع الولاد اللي كنت دايما بشتكي منه كان بالنسبة لي زي الموسيقى، حسيت ازاي كانت بتكون متضايقة لما اسيبها لوحدها كل يوم وانزل مع صحابي وعمري ما فكرت اشيل عنها الولاد في يوم واقولها انزلي اخرجي مع صحباتك وغيري جو شوية، حسيت بقيمة كوباية المشروب الدافي اللي كان بيتحضر بحب ويتقدم بحب من اديها ليا وانا تعبان ونايم في السرير، مع انها كانت بتتعب وتنام وتقوم من غير ما افكر اقدم لها أي حاجة، عرفت إن الفلوس اللي بجيبها للبيت لا تساوي شيء ادام كل اللي بتقدمه ليا ولولادي ولبيتنا، حسيت بكل ده لكن بعد ما مشت، بقالي سنة عايش ميت من غيرها، وهي مش قادرة تسامحني وترجع هي صحيح عمرها مطلبت مني نتطلق، لكن كمان عمرها ما قالت نرجع، هي بعدت وانا ندمت في وقت ما عاد يفيد الندم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى